محاربة البطالة وتشغيل الشباب أهم اهتمامات الملك بخطاب عيد الشباب

محاربة البطالة وتشغيل الشباب أهم اهتمامات الملك بخطاب عيد الشباب

ترأس عامل عمالة الجديدة السيد محمد الكروج مرفوقا برؤساء الادارات اللاممركزة و عدد من المسؤولين بمراكز اقتصادية , أقطاب صناعية , منتخبين على رأسهم رئيس المجلس الاقليمي و الهيئة القضائية بالقاعة الكبرى بذات العمالة أشغال الخطاب الملكي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده بمناسبة عيد الشباب السعيد مساء يوم الاثنين 20 من غشت الجاري .

هذا , الخطاب الذي حمل العديد من الاشارات القوية الموجهة الى المسؤولين المعنيين بتدبير مرحلة الشباب و ذلك بمناسبة الذكرى الخامسة و الستين لثورة الملك والشعب ،حيث قال جلالته  “ها نحن اليوم ندخل في ثورة جديدة لرفع تحديات استكمال بناء المغرب الحديث ، وإعطاء المغاربة المكانة التي يستحقونها، وخاصة الشباب، الذي نعتبره دائما الثروة الحقيقية للبلاد”، معتبرا أنه “لا يمكن أن نطلب من شاب القيام بدوره وبواجبه دون تمكينه من الفرص والمؤهلات اللازمة لذلك. علينا أن نقدم له أشياء ملموسة في التعليم والشغل والصحة وغير ذلك. ولكن قبل كل شيء، يجب أن نفتح أمامه باب الثقة والأمل في المستقبل.”

واستدرك الجالس على عرش المملكة قائلا: “غير أن ما يحز في نفسي أن نسبة البطالة في أوساط الشباب تبقى مرتفعة. فمن غير المعقول أن تمس البطالة شابا من بين أربعة، رغم مستوى النمو الاقتصادي الذي يحققه المغرب على العموم. والأرقام أكثر قساوة في المجال الحضري”، مضيفا أنه “رغم المجهودات المبذولة، والأوراش الاقتصادية، والبرامج الاجتماعية المفتوحة، فإن النتائج المحققة تبقى دون طموحنا في هذا المجال. وهو ما يدفعنا، في سياق نفس الروح والتوجه، الذي حددناه في خطاب العرش، إلى إثارة الانتباه مجددا، وبكل استعجال، إلى إشكالية تشغيل الشباب، لا سيما في علاقتها بمنظومة التربية والتكوين”.

وأكد الملك في خطاب 20 غشت أنه “لا يمكن أن نقبل لنظامنا التعليمي أن يستمر في تخريج أفواج من العاطلين، خاصة في بعض الشعب الجامعية، التي يعرف الجميع أن حاملي الشهادات في تخصصاتها يجدون صعوبة قصوى في الاندماج في سوق الشغل. وهو هدر صارخ للموارد العمومية، ولطاقات الشباب، مما يعرقل مسيرات التنمية، ويؤثر في ظروف عيش العديد من المغاربة”.

ودعا الملك في الخطاب ذاته الحكومة والفاعلين إلى اتخاذ مجموعة من التدابير في أقرب الآجال، تهدف، على الخصوص، إلى القيام بمراجعة شاملة لآليات وبرامج الدعم العمومي لتشغيل الشباب، للرفع من نجاعتها وجعلها تستجيب لتطلعات الشباب، مع تنظيم لقاء وطني للتشغيل والتكوين، قبل نهاية السنة، لبلورة قرارات عملية وحلول جديدة ، وإطلاق مبادرات، ووضع خارطة طريق مضبوطة للنهوض بالتشغيل.

كما دعا الملك إلى إعطاء الأسبقية للتخصصات التي توفر الشغل ، و اعتماد نظام ناجع للتوجيه المبكر ، سنتين أو ثلاث سنوات قبل الباكالوريا ، لمساعدة التلاميذ على الاختيار ، حسب مؤهلاتهم وميولاتهم ، بين التوجه نحو الشعب الجامعية أو التكوين المهني ، إضافة إلى اعتماد اتفاقية إطار بين الحكومة و القطاع الخاص لإعطاء دفعة قوية في مجال إعادة تأهيل الطلبة ، الذين يغادرون الدراسة دون شواهد ، بما يتيح لهم الفرص من جديد لتسهيل اندماجهم في الحياة المهنية والاجتماعية.

وموازاة مع ذلك، دعا الملك محمد السادس إلى إعادة النظر بشكل شامل في تخصصات التكوين المهني لجعلها تستجيب لحاجيات المقاولات والقطاع العام، وتواكب التحولات التي تعرفها الصناعات والمهن، بما يتيح للخريجين فرصا كبرى للاندماج المهني، مع وضع آليات عملية كفيلة بإحداث نقلة نوعية في تحفيز الشباب على خلق المقاولات الصغرى والمتوسطة في مجالات تخصصاتهم، وكذا دعم مبادرات التشغيل الذاتي، وإنشاء المقاولات الاجتماعية. إضافة إلى وضع آليات جديدة تمكن من إدماج جزء من القطاع غير المهيكل في القطاع المنظم، عبر تمكين ما يتوفر عليه من طاقات من تكوين ملائم ومحفز وتغطية اجتماعية، ودعمها في التشغيل الذاتي أو خلق مقاولة.

ودعا الملك، كذلك، إلى وضع برنامج إجباري على مستوى كل مؤسسة لتأهيل الطلبة والمتدربين في اللغات الأجنبية لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، و تعزيز إدماج تعليم هذه اللغات في كل مستويات التعليم ، خاصة في تدريس المواد التقنية و العلمية.