هيئات مدنية تضع حصيلة عمل مجلس جماعة مدينة الدار البيضاء تحت المساءلة

هيئات مدنية تضع حصيلة عمل مجلس جماعة مدينة الدار البيضاء تحت المساءلة

التهامي غباري،

في إطار العمل المشترك للجمعيات العاملة عن قرب بمدينة الدار البيضاء، و بتنسيق مع معهد تكوين ومرافقة الجمعيات العاملة عن قرب، حركة نساء جمعيات أحياء الدار البيضاء وحركة شباب جمعيات أحياء الدار البيضاء،  نظمت فيدرالية الجمعيات المحلية للتنمية و المواطنة، يوم السبت 03 نونبر 2018  بمركز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بسيدي مومن، ندوة حول حصيلة عمل مجلس جماعة مدينة الدارالبيضاء، تحت شعار:  “ثلاث سنوات عن استحقاقات 4 شتنبر 2015: الحصيلة و الانتظارات”.

وقد عرفت الندوة، مشاركة عدد من ممثلي الجمعيات تنتمي لأحياء الدار البيضاء، بالإضافة إلى فعاليات مدنية وأكاديمية و حقوقية. للوقوف على حصيلة نصف الولاية الانتدابية من عمر مجلس جماعة الدارالبيضاء.

وبعد النقاش والتداول سواء من خلال الجلسات العامة او الورشات حول ما تم إنجازه، وما هي النواقص والمشاكل التي ما زالت تعاني منها المدينة على المستوى البيئي، والنقل العمومي والسكن…، فقد تم تشخيص الوضع في بلاغ رسمي كالتالي: حيث في شقه البيئي، فقد تبين بان مشكل النظافة لازال يؤرق ساكنة الدر البيضاء، نظرا لتراكم الأزبال في جل أزقة وشوارع المدينة وكثرة النقط السوداء، والطريقة الغير سليمة في نقل النفايات، وتأثيرها السلبي على جمالية المدينة وصحة المواطنين، رغم الملايير التي تصرف سنويا على القطاع؛ واشكالية مطرح النفايات مديونة، الذي يعتبر منذ سنوات مشكلا حقيقيا للساكنة من خلال انبعاث الروائح الكريهة التي تهدد سلامتهم الصحية، وكذا الفرشاة المائية بالمنطقة  التي تعاني الامرين، مع اعتبارها قنبلة موقوثة تهدد الجميع، ناهيك عن  تلوث الهواء بفعل الغازات المنبعثة من المصانع ومن مختلف وسائل النقل التي تجوب المدينة يوميا بأعداد كبيرة.

اما على مستوى  النقل العمومي، فقد تم التأكيد على ان  القطاع  يعرف عدة مشاكل،  تتلخص في الحالة المتدهورة للشبكة الطرقية خصوصا بالأحياء الشعبية والأحياء الهامشية؛ عدم كفاية وسائل النقل العمومي عامة، وضعف خدماتها لاعتمادها على حافلات متقادمة وكثيرة الأعطاب؛ ازدحام المواصلات وخاصة في فترة الذروة وبالتالي التأخر في الوصول إلى أماكن العمل، وارتفاع حوادث السير إلى جانب كثرة الضجيج و تلوث الهواء، وانتشار النقل السري والنقل الجماعي غير المهيكل…

وفيما يخص السكن، فتم التطرق الى مشكل دور الصفيح، باعتبار وثيرة تنفيذ برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح تبقى بطيئة، للإعلان عن مدينة الدار البيضاء “مدينة بدون صفيح”، مع الاشارة أن الطريقة التي ينفذ بها هذا البرنامج تعرف عدة مشاكل، تتمثل في  صيغة  وطريقة هدم منازل المستفيدين، والتي تأتي قبل تعيين البقع الأرضية وغيرها لهم، مما يضطرهم إلى كراء منازل للسكن فيها، لمدة قد تطول مما يرهقهم ماديا، والأدهى من ذلك أن البعض يبقى بدون مأوى ويصبح عرضة للتشرد لعدم استطاعته أداء واجب الكراء،  كما ان إعادة الإسكان تكون غالبا في مناطق خارج المدار الحضري مما يبعد السكان عن أماكن عملهم خصوصا ان غالبيتهم عمال يعملون في الأحياء الصناعية داخل المدينة. ونقط اخرى اضافية تهم السكن منها ندرة في المناطق الخضراء  ومراكز الترفيه والمرافق العمومية الضرورية، والاستمرار في احتلال الملك العمومي من طرف أصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية والباعة الجائلين.

كما كان للجمعيات نصيب في اللقاء، وعلاقتها بمجلس الجماعة، حيث انصب النقاش ان العلاقة بينهم، تبقى تتسم بعدم الوضوح، بحيث يلاحظ أن الاستشارات التي يقوم بها مجلس الجماعة، غالبا  ما تبقى استشارات شكلية، وتقتصر على جمعيات منتقاة دون أخرى. وان هيئة المساواة وتكافؤ الفرص لا تقوم بدورها الدستوري. وبخصوص طريقة تسيير العديد من المراكز الاجتماعية وملاعب القرب وغيرها، فقد تم التأكيد من خلال اللقاء بأن الامر يثير التساؤلات..؟؟