عبد النبي عيدودي يكتب : سنربح مباراة الغد

عبد النبي عيدودي يكتب : سنربح مباراة الغد

نعم سنربح مباراة الغد .. و مباراة الغد هي مباراة المستقبل و الأمل الأمة المغربية و الأمازيغية و العربية برمتها.. هل هي مباراة النهضة و البعث من جديد لافريقيا و استيقاظ لها من سباتها كما قال الشاعر محمد الفيتوري : (إفريقيا،‮ ‬إفريقيا استيقظي
استيقظي‮ ‬من حُلمكِ الأسودِ
قد طالما نِمتِ‮ ‬ألم تَسْأمي؟
ألم تملِّي‮ ‬قدمَ السيّدِ؟
قد طالما استلقيْتِ‮ ‬تحت الدجى
مجهدةً في‮ ‬كوخكِ‮ ‬المُجْهدِ
مصفرَّةَ الأشواقِ،‮ ‬معتوهةً
تبني‮ ‬بكفَّيْها ظلام الغدِ
جوعانةً تمضغ‮ ‬أيّامها
كحارسِ المقبرة المُقعدِ
عريانة الماضي،‮ ‬بلا عزّةٍ
تُتوِّجُ الآتي،‮ ‬ولا سؤددِ‮!‬)
نعم هي مباراة التاريخ .. بل هي أم المبارايات.. إنها نهاية قبل الآوان.. بل هي معركة بين الغرب و الشرق .. معركة بدون سيوف أو كلاشينكوفات أو طائرات أو بارجات حربية .. هي معركة بصدور مؤمنا بالنصر و بالأقدام معطوبة لكنها متشبتة بالنصر ..
هي معركة بين قيم الشرق و الغرب .. معركة بين حضارتين مسيحية و إسلامية ..حضارة نادت بتقديس الإنسان و حضارة نادت بتكريم الإنسان .. فتلاقحت قيمهم و تناقلت أفكارهم بين ضفتي البحر الابيض المتوسط لأزيد من 3000 سنة .. حرب و استعمار و تحرير و استقلال …و نهضة بدأت شمسها تشرق من المغرب الأمة العظيمة بشعبها وملكها وبثراء حضارتها الإسلامية السمحة المنفتحة على الآخر بغض النظر عن عرقه أو جنس أمة الفهم و الاستيعاب لجميع الحضارات ..
فمن قصيدة البردة لكعب بن زهير في حب رسول الله إلى بردة الإمام البصيري حين غزانا المغول.. فكتبها لنصر انتصارا لرسول الله ..إلى قصيدة نهج البردة لأمير الشعراء أحمد شوقي حين استعمرنا الفرنجة ..فأنشدها شوقي رجاءا فيالنصر بالتقريب الى رسول الله ..
وها هي الأمك المغربية بفريقها الوطني وحدة مشاعر خير أمة أخرجت للناس أمة رسول الله .. جمعتهم ووحدتهم في حب حضارتهم كما فعلت بردات كعب و البصيري و شوقي في توحيدهم في حب رسول الله ..
و ها نحن على مرمى حجر من روضة رسول الله سنلعب مباراة التاريخ و رسول الله يسمع ويرى فرح أمتي التي أخرجت للناس .. تستقبل الناس قبائل و أجناس .. و تعلمهم حب الناس .. فكيف لنا أن نخسر و هو معنا .. و إن قالوا أنهم أقوى منا فنرد جميعا بالدعاء الناصري :
وَاسْـتَضْعَـفُونَا شَـوْكَةً وَشِدَّة
وَاسْـتَنْقَصُونـَا عُـدَّةً وَعِـدَّة
فَنَحْـنُ يَا مَـنْ مُلْكُـهُ لاَ يُسْلَبُ
لُذْنَـا بِجَاهِـكَ الّـَـذِي لاَ يُغْلَبُ
إِلَيْـكَ يَا غَوْثَ الْفَقِيــرِ نَسْتَنِدْ
عَلَيْكَ يَا كَهْـفَ الضَّعِيـفِ نَعْتَمِدْ
أَنْتَ الَّذِي نَدْعُو لِكَشْفِ الْغَمَرَاتْ
أَنْتَ الَّذِي نَرْجُو لِدَفْـعِ الْحَسَرَاتْ
أَنـْتَ الْعِنَـايَةُ الَّتِي لاَ نَـرْتَجِي
حِمَايَـةً مِـنْ غَيـْرِ بَابِهَا تَجِي
سنربح الكأس و سنربح معه قلوب العالم بأسره .