«الأسماء الثلاثة للودكا»: رواية تاريخية لأطفال سرقهم النازيون

«الأسماء الثلاثة للودكا»: رواية تاريخية لأطفال سرقهم النازيون

 إنسانية، صراعات شخصية، حب مستحيل، حياة قصيرة، فالخيال يسمح لنا بالدخول إلى الإنسان، ومن هنا تأتي أهمية الشخصيات، في الجسد والروح. هناك شخصيات ثانوية، لكنها مهمة مثل (رامون كيليز) عضو اللواء السياسي الاجتماعي، أو (دانييال) الشيوعي وعضو المقاومة، وبالطبع(إيزابيل) الخياطة التي تساعد واندا، وكلها تعكس مشهد ما بعد الحرب. هي شخصيات تبحث عن السعادة من خلال فجوات صغيرة من أجل الاستمرار في العيش. بالنسبة لهؤلاء الأطفال، ففي برشلونة، شعروا ببعض الأمور الطبيعية. لقد مروا بالكثير من المشقة والمعاناة. يقول البطل في الرواية إنهم كانوا مثل الأشجار الصغيرة بجذورها تهب في الريح، ولا تعرف إلى أين تذهب. كانوا بولنديين، ألمانا، اضطروا فجأة إلى حب لغة كان عليهم التخلي عنها. كان الأمر صعبا جدا على هؤلاء المراهقين. ونعم، كان هذا المنزل في برشلونة مثل الجنة.

الفتاة لودكا: دون هوية، لا نعرف من نحن

اما عن شخصية (لودكا) فهي الفتاة التي وصلت إلى برشلونة في التاسعة من عمرها، تبنتها أم ألمانية، متزوجة من نازي، شخصية خيالية، لكنها في الوقت نفسه مزيج من عدة فتيات. تريد العودة إلى والدتها بالتبني التي تحبها. تريد الكاتبة أن تبين أنه ليس كل الألمان يفكرون في الطريقة نفسها، التي لا يكون فيها كل رجال الشرطة سيئين، أن كل شيء ليس أبيض أو أسود، عندما عاد بعض هؤلاء الأطفال، (الشخصيات الحقيقية) إلى برشلونة في عام 2008، بدعوة من مجلس مدينة برشلونة، تذكروا هذه الإقامة على أنها عودة إلى الحياة الطبيعية. لا بد من أن الأمر نفسه حدث لمجموعة الأطفال الأوكرانيين الذين أمضوا عيد الميلاد الماضي من سنة 2023 في فالنسيا، حيث الصداقة والموسيقى هي العناصر التي تسمح لهم بترسيخ الجذور. تقول لودكا إن الموسيقى أعطتها العالم الذي تحتاجه، وهي تجلب لها العاطفة. دون هوية، لا نعرف من نحن. تقول إذا كنت لا أعرف من أين أنا فلا أعرف من أنا، لكن الحجة هي رسالة أمل في أن نتمكن من بناء أنفسنا. وبعد عشر سنوات، مثل الأطفال الآخرين، وكان هذا هو الحال، قررت الذهاب إلى بوفالو، في الولايات المتحدة، حيث توجد جالية بولندية كبيرة، لكسب لقمة العيش.

محمد دخاي:باحث مغربي