وجه اخر للديمقراطية في افريقيا

وجه اخر للديمقراطية في افريقيا

د.عبد الله صدقي بطبوطي

من اهم اوجه الممارسة الديموقراطية الاحتكام لصناديق الاقتراع ، هذا ما درسناه في مدرجات كلية الحقوق من خلال مادة القانون الدستوري على الخصوص . لكن ممارسة هذه الالية في افريقيا, في قارتنا افريقيا اضاف وجها جديدا للديموقراطية ،فالعالم اجمع تتبع ما حصل بالجزائر عندما خاض المرحوم عبدالعزيز بوتفليقة انتخابات الرئاسة وهو على كرسي متحرك ، لم ينطق ولو بكلمة واحدة خلال فترة الحملة الانتخابية ولم يقدم برنامجه ولا تولى شرحه للشعب الجزاءري ، ورغم كل هذا نجح الرجل منذ الدور الاول وحصل على ثقة الشعب ليفوز برئاسة الجمهورية الشعبية الجزائرية ، اليس هذا مظهر جديد للديموقراطية على اساتذة القانون الدستوري والعلوم السياسية تدريسه لطلبتهم !!!!

الوجه الثاني للديموقراطية ما اسفرت عنه نتائج الاقتراع ليوم الاحد 30 يناير في تونس الشقيقة عند اجراء الانتخابات التشريعية في دورتها الثانية ، نسبة المشاركة كما اعلن عن ذلك والعهدة على الجهة التي اعلنت عن النتائج كانت حوالي 11 في المائة اي ان حوالي تسعين في المائة لم تتحمل عناء التنقل الى صناديق الاقتراع للادلاء بصوتها ، واكيد اننا اذا قمنا بخصم البطائق الملغاة فان نسبة المشاركة ستنخفض الى اقل من 11 في المائة ، ومعلوم ان ما سجل في الدور الاول من هذه الانتخابات لا يختلف كثيرا عما حصل في الدور الثاني ، ورغم هذا العزوف الانتخابي الباهر ، فان من يعنيه الامر غير مبال بما حصل لانه مرتبط بالكرسي باحزمة من السلاسل الحديدية مما لا يسمح بالسقوط ، فكثير من الكائنات البشرية السياسية تظل ملتصقة بالكرسي الى ان تحمل على نعشها .

هذه هي الديموقراطية في افريقيا وعلى العالم ان يستفيد من التجارب الافريقية لارساء قواعد جديدة للممارسة الديموقراطية من اجل كسب رهانات التنمية في عالم جديد يواجه الكثير من التحديات …..
-عاشت الديموقراطية الجزائرية
– عاشت الديموقراطية التونسية