كما تكرس هذه التظاهرة ، التي يحتضنها مركز المعارض محمد السادس بالجديدة من 16 إلى 21 أكتوبر الجاري تحت شعار “رياضات الفروسية بالمغرب” ، مدى العناية التي يحيط بها المغاربة الفرس على مر العصور ، و التي تجد صداها الواسع في ما يزخر به تراث المملكة من تقاليد عريقة تعكس العلاقة متعددة الأبعاد التي جمعت المغاربة بالجواد.
و يأتي تنظيم هذه التظاهرة الدولية، المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، لخلق فضاء للقاء بين كل الشركاء والفاعلين في مجال تربية الخيول بالمغرب بهدف تشجيع و تنمية الإنتاج في قطاع يعتبر من أهم الثروات الوطنية .
و إذا كان المعرض يكتسي بعدا ثقافيا ، فإن بعده السوسيو- اقتصادي ذو أهمية كبيرة أيضا، حيث يشارك مجموع الفاعلين المرتبطين بتربية الخيول، لاسيما الصناع التقليديون والمقاولات الصغرى و المتوسطة، بغية تثمين مهن القطاع.
و قد شكل الفرس على الدوام، جزءا من تاريخ و ثقافة المغرب، حيث ظل موضوع الفروسية حاضرا في الذاكرة الجماعية على مر القرون ، من تربية الخيول إلى ترويضها، ومن علم الخيول إلى الأدب المتعلق بها، ومن فن استعمال الأسلحة إلى الترفيه.
وتجلى هذا الاهتمام في السنوات الأخيرة في تنظيم مختلف الأنشطة المرتبطة بالفرس من مباريات لتشجيع تربية الخيول وتظاهرات وطنية ودولية في رياضة القفز على الحواجز وكذا في فنون الفروسية التقليدية ، التي تبرز العناية التي تحظى بها من خلال تنظيم مسابقات وطنية سنويا لاختيار أحسن “السربات” و أحسن فارس وأحسن فرس و أحسن لباس (الزي التقليدي) ، وكذا عبر رصد جوائز مالية لتشجيع هذه الرياضة المتجذرة في الثقافة المغربية والتي تشكل جزءا من أصالة المملكة وتاريخها.
ويتمثل الهدف الأساسي لهذا المعرض، الذي تنظمه جمعية معرض الفرس، في استعراض الفرس و كل ما يتعلق به، حيث يقترح هذا الحدث العديد من الفضاءات، كل واحد منها يتطرق لمجال محدد، ليكون الكل ضمن مفهوم معماري فريد يستلهم عالم الفرس، بمرابطه وحلباته و حظائره و حواجزه.
و في هذا السياق، يقترح (قطب المعارض) فضاءات للعارضين مخصصة للجهات والهيئات المؤسساتية والفن والخيول ، فيما يتضمن (قطب الفرجات) والمسابقات أنشطة يومية كألعاب الفروسية وبطولات وطنية للاستعراض خاصة بأنواع الخيول كالبربرية والعربية الأصيلة والإنجليزية البربرية.
كما سيتم تنظيم المباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة، و كأس المربين المغاربة للخيول العربية، و البطولة الوطنية للخيول العربية البربرية، فضلا عن المباراة الدولية للقفز على الحواجز، من فئتي نجمة واحدة و أربع نجمات، المؤهلة لكأس العالم و باعتبارها المحطة الثالثة من الدوري الملكي المغربي.
و يقترح المعرض أيضا فضاء خاصا بفن التبوريدة مع مشاركة سربات تمثل مختلف جهات المملكة، تتبارى في إطار الدورة الثالثة للجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة.
ويتضمن المعرض عددا من الأروقة منها بالخصوص، رواق القوات المسلحة الملكية، والحرس الملكي، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، وكذا رواق الجامعة الملكية المغربية للفروسية، والمركب الملكي دار السلام للفروسية.
و تعرف هذه التظاهرة، أيضا ، مشاركة عدة جهات بالمملكة، تقدم كل منها للزوار لمحة عن تراثها وتاريخها في مجال الفروسية.