ديغول و قانون سياسة الاستعمار

ديغول و قانون سياسة الاستعمار

تصورا ديغول لنا لا زال قائما ومفعلا….لم نخرج من قبضة القوانين التي سطرها ضدنا…..فرض علينا التبعية،واليوم نحن بارادتنا نتبعه…ابسط سلوك في حياتنا اليومية يتضمن عبودية…..الاغلبية الساحقة من المغاربة يوقعون اسماءهم بالحروف اللاتينية……امرأة تمر أمامك لتسمعها تقول لابنهاviens chérie,que veux tu……يجيبها هو بفرنسية تعلمها من الروض je veux bonbons……يتفاخر المغاربة باستعمال الفرنسية كلغة تواصل…..سياسة ديغول تتقق يوميا ونحققها نحن بارادتنا…وحين تجالس مغربيا وهو يرطن بالفرنسية يكسر دماغك بأننا مستقلون واحرار وهلم جرا من الشعارات..في حين أن العبودية الثقافية واللغوية تسكنه ولا تغادره…جل المغاربة فرنسين اكثر من الفرنسيين انفسهم….لقد استعمرتنا فرنسا طويلا وحين خرجت من الباب دخلت علينا من النافذة….الطبقة المسيطرة في المغرب تعتبر اللغة الوطنية من دارجة وعربية وامازيغية وحساسية لغة غير صالحة،أليس هذا ما قاله ديغول صاحب الأنف المعقوف،وها هي تفرض علينا الفرنسية في الادارات العمومية وفي المؤسسات البنكية وفي الاذاعة والتلفزيون والبرامج المتلفزة…كثير من المغاربة لا يدرون ما الذي يقع لهم….مضحك جدا أن تجد جماعة في المقهى يتواصلون بلغة ديغول ويتفنون في استعمال تعابيرها وقاموسها بل وحتى طريقة الكلام…ah oui,, bien sûr,carrément……اين نحن من الحرية والاستقلال والهوية وتماغربيت…نحن لسنا مغاربة بل فرنسيون من الدرجة الثانية او الثالثة….سياسة فرنسا في اداراتنا وبرلماننا ومدارسنا وجامعاتنا وروض أطفالنا وشوارعنا…لعل ديغول وهو في قبره يشعر بالاعتزاز لان سياسته الاستعمار نجحت على يده والمغاربة بكامل حريتهم يحققون سياسته الاستمارية الغاشية….

ذ.عبد الحميد الكبداني:استاذ مادة الفلسفة