تطورات قضية الصحراء محور ندوة دولية من تنظيم مركز السلام للدراسات و الاستراتيجيات

تطورات قضية الصحراء محور ندوة دولية من تنظيم مركز السلام للدراسات و الاستراتيجيات

نظم مركز السلام للدراسات السياسية و الإستراتيجية، ندوته الحوارية الثانية تحت عنوان “الساقية الحمراء ووادي الذهب.. التصعيد الحالي وتوقعات السلام”، بمشاركة نخبة من النشطاء المدنيين و السياسيين و الخبراء و الباحثين الأجانب ، من اسبانيا ، روسيا و سوريا.

و شارك في الندوة المنعقدة مساء يوم السبت 26 من دجنبر ، كلا من السياسي و الكاتب الاسباني بيدرو إجناسيو ألتاميرانو الذي يشغل منصب الناطق الرسمي باسم المجموعة الدولية للم شمل الصحراويين و الأكاديمي و الدبلوماسي الروسي السابق ديميتري خيدوروف ، إلى جانب الباحثة الاسبانية المتخصصة في مجال الشأن الصحراوي جيما إستيبان ، و الباحث السوري في مجال التاريخ و الحضارة الإسلاميين و المهتم بقضايا المغرب العربي أديب محفل ، بالإضافة الى الباحث في مجال العلوم السياسية و الناشط السياسي في حزب بوديموس أحمد بنعمار ، فضلا عن رئيس المركز باهي العربي النص .

و تطرقت المداخلات المقدمة باللغة الاسبانية خلال الندوة الى التطورات الهامة التي عرفتها المنطقة مؤخرا بدء من التصعيد الذي شهده معبر الكركرات ، و التدخل الأمني المغربي في المنطقة الحدودية ، الى جانب التداعيات العسكرية ، الأمنية و الدبلوماسية و في مقدمتها الإعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية ، بالاضافة الى الأنباء المتداولة حول تعيين مبعوث شخصي للأمين العام الأممي مكلف بملف النزاع الصحراوي.

كما ناقش المشاركون آفاق و فرص السلام على ضوء الأحداث الأخيرة ، و إمكانية مساهمة التطورات السياسية و الدبلوماسية المسجلة في المنطقة في التقريب في ما بين وجهات نظر الأطراف ، و تعزيزها لفرص التوصل الى الحل السياسي المتوافق عليه الذي من شأنه أن ينهي النزاع القائم في المنطقة .

ليعرجوا على المواقف المعبر عنها من كافة المتدخليين في الملف من قوى إقليمية و دولية ، و هيئات أممية ، فضلا عن مجمل المصالح المشتركة و التحديات التي تواجه بلدان المنطقة ، و التداعيات الخطيرة لاستمرار النزاعات السياسية و أجواء التوتر فيما بينها.

و قدم المتدخلون في الندوة مقارانات مع مجموعة من قضايا الأقليات و مناطق النزاعات في عديد بلدان العالم ، و سياقات تطورها مع الاحداث المرتبطة بها ، حيث تم تناول القضية الكردية و أنماط الحكم المحلي في إسبانيا خاصة إقليمي الأندلس و كطلونيا ، إلى جانب سياقات النزاع الأذربيجاني الأرميني في ناغورني كاراباخ ، و العديد من قضايا النزاعات الدولية الأخرى.

“إشكالية الحدود الموروثة عن وضع معين شاذ (الإستعمار، الإتحاد السوفياتي و الحرب الباردة… الخ)” و التداعيات المترتبة عنها على الاستقرار ، التنمية و التكامل الاقتصادي في ما بين الدول المعنية بالنزاعات القائمة، الى جانب “تطبيقات تقرير المصير”، و الإشكالات التي تعرقل تنظيم الاستفتاء في حالة إقليم “الصحراء” من قبيل استحالة تحديد الهيئة الناخبة…، مواضيع كانت حاضرة أيضا في مداخلة ضيوف الندوة.

و خلص المشاركون في الندوة إلى ضرورة العمل على خلق جسور للتواصل في ما بين سكان الإقليم المعنيون بالدرجة بمستقبل النزاع، من خلال تشجيع المبادرات المدنية الموازية ، و إشراك المجتمع المدني المحلي في صياغة مقترحات الحلول ، مؤكدين عل دعم كافة الجهود و المساعي الدولية الرامية الى حل النزاع و التخفيف من وطأته ، إلى جانب ترسيخ ثقافة السلام و التعايش كونها الضمانة الأمثل لتكريس الأمن و الاستقرار في المنطقة.

و حظيت الندوة باهتمام كبير في الأوساط الناطقة باللغة الاسبانية المهتمة بقضايا المنطقة ، كما تمت متابعتها على نطاق واسع عبر وسائط التواصل الاجتماعي ، و غطتها مجموعة من وسائل الاعلام الدولية و الوطنية .