بـــــــــــيان: ( صلاة الجنازة يرحمكم الله.. جنازة “مدرسة عمومية” !)

بـــــــــــيان: ( صلاة الجنازة يرحمكم الله.. جنازة “مدرسة عمومية” !)

بحسرة وأسى كبيرين، تلقينا خبر وفاة المشمولة بعفو الله “المدرسة العمومية”،  التي انتقلت إلى الرفيق الأعلى أول أمس، بعد مرض عضال دام لعقود، لِتُسلم الروح إلى بارئها بثانوية سيدي داوود بورزازات، وذلك على إثر الاعتداء الشنيع، الذي تعرض له ـ داخل الفصل ـ أحد الأساتذة الأجلاء على يد مراهق مجرم؛ حيث أرَّخت لهذه الكارثة، عدسة إحدى الهواتف النقالة؛ وذلك في غياب تام لأية نخوة، أو غيرة، أو حتى ذرة شهامة للطلبة الحاضرين، كي يتصدوا لهذا “الوحش المراهق”؛

إنها لمهزلة أخلاقية بكل المقاييس، ولطامة كبرى تنضاف إلى مثيلاتها العديدة، لتدق آخر مسمار في نعش “المدرسة العمومية”؛

والمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان بكل مكوناته، وهو  يستعرض “شريط العار”، الذي يوَثق بشكل لا يدع مجالا للشك، فعلا إجراميا متكامل الأركان، لا يَسعه إلا أن ينتفض بكل ما أوتي من قوة، وجرأة، ومسؤولية، وغيرة، لكي:

1/ يسجل تضامنه اللا مشروط مع “الأستاذ/الضحية”،ويقف إلى جنبه مؤازرا ومدعما، على جميع المستويات : الإدارية والاجتماعية والقضائية..؛

2/ يحمل ـ في ما، وفي من يحمل ـ مسؤولية تدني الخدمات التعليمية، وبالدرجة الأولى، إلى الأحزاب السياسية، التي تخلت عن دورها التأطيري، معلنة إفلاسها الشامل، من خلال نهجها سياسة التكالب على الحقائب الوزارية والميزانيات العامة، بغية النهب والسلب والنصب.. ليس إلا، وذلك في غياب تام لأي حس وطني، أو شعور بالمسؤولية؛

3/ يدعو كل نساء ورجال التعليم، إلى التوقف عن العمل، تضامنا مع زميلهم المعتدى عليه بالضرب والجرح، واللكم والسحل والسب والقذف.. واضعين نصب أعينهم فحوى المثل المشهور:”أُكِلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض”؛ وألا يعودوا إلى مقرات عملهم، إلا بعد رد الاعتبار لزميلهم، ومن خلاله لكل نساء ورجال التعليم الشرفاء؛

4/ يطالب بضرورة الإسراع الفوري، بتحرك النيابة العامة، من خلال الضابطة القضائية، للقيام بواجبها، خاصة وأن الدليل المادي موجود، وموثق بالصوت و الصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي.. وأن تقوم بتقديم الجاني إلى القضاء، الذي نلتمس أن ينزل به أقصى عقوبة، حتى يكون عبرة لكل من سولت له نفسه،مجرد التفكير بالمساس بقدسية “المعلم/الأستاذ”؛

5/ ندعو كافة نساء ورجال التعليم، بالموازاة مع توقفهم عن العمل، إلى تنظيم وقفات احتجاجية/استنكارية في الموضوع أمام مقرات المديريات الجهوية والإقليمية؛ وأن يختاروا بين قراءة الفاتحة على “المدرسة العمومية” أو على أنفسهم؛

 الكاتب الجهوي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة الدار البيضاء ـ سطات

              محمد أنين