يخلد الشعب المغربي بافتخار واعتزاز ذكرى عيد الإستقلال، ويعتبرون هذا الحدث التي يتكرر في 18 نونبر من كل سنة منذ 1956 فرصة لإستحضار ماض مغمور بالتضحيات من أجل بناء دولة ديمقراطية تتسع للجميع، دولة يقتسم فيها الشعب ثرواث المغرب تحت عنوان العدالة الإجتماعية، ومتشبثا بحب الأرض و قدسية الإنتماء ومؤمنا بالولاء للملك. نعم، إنه حنين إلى مجد أجداد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عقيدة الوطنية التي عرف بها من استرخصوا نفوسهم في سبيل بناء المملكة المغربية أي تشييد وطن لجميع المغاربة رغم كل الصراعات والتجاذبات الإقليمية والداخلية. هو قدر أن يكون الحاضر منبثقا عن ما سبق من سنوات، من شهور، من أيام، بل ومن لحظات رافقتها مواقف مختلفة ، أحدها تبنتها شخصيات سجلها التاريخ بمداد من ذهب، وأخرى ألقي بها في مزبلة التاريخ. وفي خضم هذا الحنين الذي يفرض الفخر بالأسلاف يركن حاضر مقلق، إن الشعب المغربي اليوم يعاني من ضعف أداء الحكومة الحالية التي تعاني من أزمة هيكلية. فكل أزمة تواجه الشعب المغربي يبرز في مقابها خلل تدبير الحكومة للمشكل إن لم نقل أنها تساهم في تعقيده، ولنا في الحاضر أمثلة عدة نذكر منها : غلاء الأسعار، زلزال الحوز، أزمة التعليم… إنها حكومة في تركيبتها الحالية تتمصل لمجد الأجداد ولا تأخذ بعين الإعتبار الماضي القريب وكيف عاقب الشعب المغربي حزب الإسلاميين على الأقل. ومن أزمة لأخرى يتضح أن هذه الحكومة فاشلة في السياسات العمومية وفي التعاطي مع القضايا الراهنة. ولعل خرجات وزرائها لحل مشكل التعليم يعطينا فكرة أن هذه الحكومة لا تستبصر المستقبل بشكل دقيق، حيث أنها بدأت في النفخ على الفتيل الذي قد يشعل نارا ستأتي على الأخضر واليابس. ونحن نخلد اليوم ذكرى عيد الإستقلال يبدوا أنه آن الأوان إلى تعديل حكومي وعودة حزب الجرار إلى المعارضة من أجل إعادة الحياة إلى المشهد السياسي. وكذلك لا بد أن يتم حل الملفات الإجتماعية والإستمرار في محاربة الفساد لضمان مسقبل أفضل. عاشت المملكة المغربية مستقلة، ديمقراطية وعادلة. ولترقد روح شهداء التحرير في جنات النعيم.
الفاعل السياسي عز الدين بوخنوس