“…ها المعقول !” العدد: 04/2017 بتاريخ 10 يوليوز 2017 “المقاماتُ الكتابيّة، في الضّيعة القصديريّة”

“…ها المعقول !” العدد: 04/2017 بتاريخ 10 يوليوز 2017 “المقاماتُ الكتابيّة، في الضّيعة القصديريّة”

حدثتْنا أم داوُود المرينيةْ، عن الصافي لَمْصَفِّيهَا، أبي الرّعد الخمار، الملقبِّ بالطاطاوي ولد التَّاوْنَاتيةْ، بخصوص الرُّضُوضِ المَهِينِيَّة، في البنايات الاقتصادية.. فقال: [كانْ يا ما كانْ.. لمّا كان في حقير الأزمانْ.. مزرعة إسمنت وكريانْ، وأسطورةُ مدن بدون قصدير، وحقيقةُ وجوه كالقصدير، وجباهٌ شاحبةٌ مُهْتَرِئةٌ كالحصير، وعيونٌ تائهة من غير ضمير، ونفخٌ من فراغ في الأرقام، عبر نفير؛ ومصيبةٌ تسلمك لأختها في كل تقرير؛ ولقاءاتٌ بذخ ورياء، وهدرٌ للمال وتبذير؛ وخائل خارج القانون، لممتلكات الدولة يبحث عن تيسير؛ وصفقاتٌ من مقراتها الطبيعية، نحو الديوان تطير؛ وتكالبٌ على الميزانيات، خارج المنطق ومن غير تفكير؛ وإكرامياتٌ تشتت هنا وهناك، على من لا يستحقها، ولأبناء الدار كل تحقير؛ ودفاترُ تحملات على المقاص تحاك، من غير وازع ولا ضمير؛ وحقوق تُهدر، وأخرى تُسلب، وأموالٌ تُنهب، إلى جهنم.. إلى سوء المصير، وأفرشةُ نوم تُخالط المعدات، تُغالط الفاتورات، فهل من تحذير؟ وقطاعٌ على حافة الانهيار، فهل من منقذ…هل من مجير؟

في قاموسهم الشخص المناسب مصيبة.. بل لُبُّ المصائب؛ ومُتملِّقون دخلاء على القطاع.. هُم ميليشيات فساد.. بل أحقر الكتائب؛ والضمير المهني لديهم، بكل حداثة وتقدمية، إما مغيَّبٌ أو غائب.. ولهثٌ وراء الإثراء بلا سبب، من كل موقع ومن كل جانب؛ وإقبارٌ لكل كفاءات الدار، بشكل مفضوح وثاقب؛ ولجن للانتقاء.. تفنَّنت في الإقصاء، وإبداع الذرائع والمقالب؛ ودعواتُ مظلومين، تنهال عليها من كل زاوية ومن كل جانب؛ حقٌّ لا ولن يُهدر أبدا، ما دامت سماتشو تضعه على رأس المطالب..

..فحتى الموظف الكفيف.. الإنسان العفيف، المسكين الضعيف، لم يشفع له فقد البصر، ولا حِسُّه الرّهيف؛ والمسؤول المتجبِّر النّحيف، في غياب تام.. للاستهتار رديف..

أ إدارةٌ هته أم وادٍ للثعالب؟ أ مرفقٌ عمومي هذا، أم مشتلٌ للمصائب؟ أ وزارة هته، أم معقلٌ للتفنُّن في وأد المواهب؟

هرِمنا ـ وما في لحظة ـ تعبنا، كنا وما زلنا، بالحق نطالب، نُنبِّه.. نقترح.. نضع اليد على المصائب، ونشدُّ بالنواجذ على الحقوق والمطالب، ننير طريق النضال.. نُنقِّيها من كل وصولي، نمشطها من الشوائب؛

ونعود اليوم في شبه تحقيق، لنفتح ملفات بعزم عميق، وكلنا أملٌ وإصرارٌ على التوفيق؛

ولنبدأ من غير ترتيب، في التقليب والتفتيش والتنقيب، في أموال عامة، حسِبها البعض بلا حسيب ولا رقيب، لنكتشف أن ما وصلنا إليه، أغربَ من غريب؛ صفقاتٌ مشبوهةٌ، وعلاقات معتوهةٌ، ومقاولاتٌ مدفوعةٌ.. وملايينٌ أخطأت الطريق، لترتمي في حضنهم بكل عَجَل وتوفيق.. فعلا، صدق من قال: أن للسلطة والمال، بريق ليس ككل بريق !.

صفقة التّدقيق، بدت لهم، لطيفةٌ بِكرٌ قاصرةً، أجَّلوا افتضاض بكارتها، حتى تصبح فاخرة! ومهرٌ بـ 40 أرنبا، ونفوسٌ بالسوء آمرةٌ.. وإدارةٌ بوليسية جائرةٌ! وزُوَّارٌ صدقوا اللعبة.. فاختطفها منهم مَزَارْ، وتسيُّبٌ وتمادٍ وتكرار، ومصلحة عامة تغتصب أمام الأنظار، بلا وازع.. بلا مانع.. بلا رادع.. في واضحة النهار! وفسادٌ وعنادٌ.. في وجهه ينتصب الأحرار! وصوتنا يأبى إلا أن يعلو صداحا مُدوياً: يا للمهزلة! يا للعار!.. والصّدى بعده طويلا يتردد: مَنِ المضرور؟؟؟ ومَنْ هو الضَّارُّ؟؟؟

صفقاتكم، فسادٌ من كف إلى كفْ… صفقاتكم مراوغاتٌ ولفْ، وابتساماتٌ غادرةٌ، وطعنةٌ من الخلفْ، وظرفُ حرامٍ يحيلكم على ظرفْ، والنّزيه عندكم.. والمعقول، يطاله النِّسيان، ويعلوه غُبارُ الرفْ؛ وامتيازاتٌ سمينةٌ، تحشرون فيها اليد والأنفْ، بكل تصنطيحة، وبلا عبرة، ولا خوفْ؛ وأَسْتِرة ٌلنوافذ السّكن الخاص، لم تزد الفضيحة، إلا تعريا وكشفْ..   

فها هي ذي صفقة العتادْ، وقد اعتاد الفساد، على ما اعتادْ، لِيَتمَّ حَبْكُ دفتر التحملات CPS كالمعتادْ.. فتفضيلُ المقاول المرادْ.. والضريبة؟ ثلاثةُ أفرشة نوم عَقِبَ المزادْ؛ وفي الموعد المعروف كالمعتادْ: أفرشة بكل المواصفاتْ، وبنود تسليم غُيِّبَتْ.. وثغراتْ، وصفقةٌ خارج المواصفاتْ!

جودى يا حكومةَ علي جودي، بمنتدى للإسكان قَارِّيٌّ.. يُنظَّم عندي، فمئات ملايينك، ثقي.. معي أصونها؛ فنامي ولا تفيقي؛ آ غراس.. آ غراس فأبشرا، يا رفيقتي ويا رفيقي! فهكذا للنضال.. عفوا للمال، طريكما وطريقي!                                      

زَمِّي يا حكومةَ زَمِّي! لن تسمح بعدُ سماتشو للثلاثيِّ ـ برأس أبي وأمي ـ لمشروع فساد أن يُنَمِّي، أو منتدى إضافي.. إفريقي، أو دوليٍّ أممِي!!!

ومكتبةٌ، يا صاحب الكتبِ والكتابْ،عُهدةٌ إلى يوم الدين في الرقابْ، مَن صانها وصان الميزانيةَ، نجا من المساءلة ومن العقابْ؛ ذُرَرٌ ثميناتٌ، أغلى من الأخلاء.. أغلى من الصَّحْبِ والرفاق والأحبابْ.. فحرامٌ أن يَضِعْن، وتتلاشى سنواتٌ من الحرص، والمتاعب والأتعابْ؛ طالبي زميلتي، طالب زميلي، بربط المسؤولية بالحسابْ، وتوكلا على الله، وركِّزا على عملكما، وأنتما تأخذان بالأسبابْ، واعلما أن الحرية النقابية، حقٌّ يمشي عاريّا، من غير خجل.. من غير ثيابْ، وأن من حاول المسَّ به.. من حاول التضييق عليه، سنقذفه، بقنابل سماتشاوية، كما تقذف الشياطين، بألف شهابْ!

..في الماضي القريبْ.. أربع سنوات إلى الخلف، تاريخ رهيبٌ.. عجيبٌ.. غريبْ: صَفقتيْ حراسة ونظافة، وأيادٍ أعلنتْ القطيعةَ مع النظافةْ، وأرقامٌ ضخمة،ٌ وطرقٌ ملتويةٌ فاضحةٌ وكشافةْ، وTwinkelle و Gardnetتنبتان فجأة.. كالخرافةْ! لِتَمُدَّان مِن الخلف جيدَيْهما نحو اللقمة كالزّرافةْ.. موضوع لنا فيه ـ وفي غيره بمشيئة الله ـ عودةٌ مطولةٌ وعميقة شفافةْ!!!]

هكذا، دوما هو قلم الفحولْ.. في وجه الفسادِ مناضلٌ مسلولْ.. ولسان حاله، بصوت عال يقولْ: ها الحقْ.. هـا المعقولْ!

السماتشاوي المؤمن بقضية ذ. محمد أنين