مهنة التدريس مهنة التجربة والقدرة على التواصل الاجتماعي

مهنة التدريس مهنة التجربة والقدرة على التواصل الاجتماعي

مهنة التدريس مهنة التجربة والقدرة على التواصل الاجتماعي، الأمر لا يتعلق بالشهادة ، ولا بمفهوم الكفاءة النسبي ، هي مهنة التغير الدائم فالأجيال تتغير ، وخبرة المدرس الخاثرة هي التي تجعله يتأقلم مع تغيرات أجيال لا ينتمي إليها ، إنها مهنة فيها من تقمص الشخصيات الاجتماعية الكثير ، وفيها من القدرة على التواصل في الحدود القصوى للتوثر مع مراهقين ينظرون إلى العالم بنظرة مختلفة عن نظرة المدرس ، إنها ليست مهنة معارف ومعلومات فقط ، فالمعارف كما يقول الجاحظ توجد بالطرقات ، كما أنها باتت توجد بشكل متسارع وكثيف في الهواتف الصغيرة التي تحملها ، إنها بدرجة أولى مهنة نقل الخبرة الاجتماعية ، مهنة نقل تعلم التحكم في المشاعر ، ومهنة نقل الخبرة الإنسانية عن كيف نقبل بعضنا رغم كل هذه الاختلافات والصراعات ، إنها مهنة القدرة على ضبط تلميذ ينفجر في وجه أستاذ لأنه مازال لم يتعلم كيف يتحكم في غضبه ، مهنة المساكنة وليست مهنة تحليل النصوص وقراءتها وتعلم الحساب واللغات فقط، فكل هذا في زمن الرقمنة يمكن تعلمه بمجهود شخصي للتلميذ ، إنها مهنة نفسية خاثرة وتنهل من قاع البير بامتياز ، مهنة الأستاذ الذي يعرف تغيرات البنيات الاجتماعية ، وذهنيات الشباب والشابات ، مهنة هي للمواكبة الدائمة لم يحدث في المجتمع وعلى أفراد المجتمع ، مهنة رؤيوية تتجاوز الإحصاءات والأرقام والحسابات …لذا فإن أي ادعاء أنها تقوم أساسا على الشواهد ومفهوم الكفاءة هو ضرب من تقزيما وتشويهها ، فالشواهد تساعدك على ولوج المهنة لكنها لا تضمن لك اتقانها وإجادتها ، لذا وجب أن تكون الكفاءة الحقيقة لمهنة التعليم هي كفاءة المحايثة : محايثة الأستاذ الذي له عالم شخصي مختلف للتلميذ الذي يشرع في تشكيل عالمه الخاص . هي ليست مهنة تقنوية أبدا وإلا طلب منا تدريس الآلات ، بل هي مهنة إنسانية ومواطناتية ، إذا كان من هدف لها فهو أن تعلم كل المتمدرسين القدرة على فهم ذواتهم والعالم .
سيومي  خليل