مربيات التعليم الأولي، أي مستقبل ؟

مربيات التعليم الأولي، أي مستقبل ؟

لا شك أن الوزير الحالي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة فتح الحوار مع النقابات الأكثر تمثيلية ووعد بإخراج نظام أساسي يستجيب لجميع الملفات العالقة والتي تراكمت عبر السنوات رغم تعاقب الحكومات مصحوبة بوعود إنتخابية وناقبوية لازالت تعرف طريقا مسدودا، لكن في خضم كل الملفات والنقاشات والحوارات يمكن للمتتبع للشأن التربوي أن يلاحظ إقصاء مصير مربيات التعليم الأولي في أي نقاش جدي أو ملف مطلبي. وبالرغم من أن بعض المتخصصين في الشأن التربوي يرون عدم جدوى هذا الإلحاق المبكر للأطفال بالمدرسة مبررين ذلك بعلم النفس والسيكولوجيا ومستندين على أن الطريقة التي يدرس بها أطفال دون السن السادسة لها خصوصية وتحتاج مدرسين ومدرسات متوفرون على تكوينات مهنية محددة ومعمقة بل ومتقاطعة بمجالات عدة وذلك نظرا لخصوصيات المرحلة ،زد على ذلك أن النماذج من الدول الرائدة في مجال التعليم والتربية كفنلندا وكندا وألمانيا يتبنون استراتيجيات محددة تعتمد على اللعب حتى سن متقدمة في التعليم الإبتدائي. في مقابل هذا المحتوى ،الذي لن يضيف إلى قطاع التعليم إلا علة أخرى إن لم يقم بهدم ما تبقى من قطاع وزاري يعتبر هو الأكثر تعقيدا ، هناك وضعية موارد بشرية تتسم بالهشاشة والحيف. فمربيات التعليم الأولي لا يتقاضون إلا الحد الأدنى للأجور والذي لا يتجاوز في الغالب 2800 درهم ، كما أن إقحام وسائط كمؤسسة زاكورة أو جمعيات الآباء يزيد من الطين بلة. وفي هذا الصدد فأغلب مربيات التعليم الأولي لا يملكون إلا شهادة البكالوريا أو لم يكملن دراستهن في المستويات الجامعية نظرا لمستواهن الإقتصادي الهش وهذا ما يفسر صمتهن أمام هذا الجور والإستبداد، لكن في الآونة الأخيرة بدأت بعض الأصوات تتعالى مشتكية من الوضعية المادية الهشة والتكوينات التي صرفت عليها الملايير حيث أنه في الصيف المنصرم كان لزاما عليهن التنقل من مدن لمتابعة تكوين دام أكثر من شهرين بدون تعويض مادي في المستوى.وبين هذا وذاك فهناك بعض المربيات اللواتي تفرض عليهن إتاوة لرؤساء جمعيات الآباء في كل استخلاص للأجر و أيضا فالمربيات لحد الآن لم يتوصلن بأجر شهر 7 و 8 من هذه السنة. لكل هذه الأسباب وأخرى فات ذكرها نطرح السؤال:
مربيات التعليم الأولي، أي مستقبل ؟

عز الدين بوخنوس