طبيبهم البيرت شفايتزر  و طبيبنا الشارجان

طبيبهم البيرت شفايتزر و طبيبنا الشارجان

                                               أحمد موزون
كان هذا الرجل أستاذا بكلية الآداب بجامعة ستراسبورك , قرر يوما أن يقضي عطلته بإحدى الدول الافريقية بمعية زوجته ، فوقع اختيارهما على الغابون، وهكذا كان .
اثناء تواجدهما بهذا البلد لاحظا الفقر المدقع الذي كان السكان يعيشون تحت وطأته ناهيك عن الأمراض الفتاكة المنتشرة في كل مكان .
عاد الدكتور شفايتزر وزوجته الى وطنهما يحملان هما كبيرا و احساس من الألم أقل ما يمكن القول عنه الم قاس .
قدم الدكتور استقالته من التدريس في كلية الاداب ليعود طالبا في كلية الطب لمدة سبع سنوات ليغادر مرة أخرى إلى الغابون ليستقر فيها إلى الابد .
في سنة 1913بنى أول مستشفى بهذا البلد و جهزه بالكامل مع كل المرافق من قاعة الفحص و قاعات الاستشفاء ، و جناح لزوار المرضى مع توفير المأكل و المشرب .
كل ذلك كان بالمجان .
كان الرجل يتمتع بقلب كبير يسع كل الناس ، أحبهم فأحبوه حتى اصبح واحدا منهم .
كان الرجل طبيبا ، فيلسوفا ، شاعرا ، موسيقيا . كان رجلا فيه رجال .
كان يقوم باشغاله بنفسه دون استغلال أحد , و لما كان يأتي الليل يخلد للراحة و يعزف مقطوعات رائعة على البيانو أو آلة الأرغن  .  هكذا كانت رسالة هذا الدكتور الإنسانية النبيلة .

لا مجال للمقارنة . انكم تعرفون ما يكابده المرضى في مستشفياتنا .