صناع المحتوى في وسائط التواصل الاجتماعي يوجهون الميكروفونات بهدف جلب المشاهدات

صناع المحتوى في وسائط التواصل الاجتماعي يوجهون الميكروفونات بهدف جلب المشاهدات

                                        حنان رحاب

تتكرر أثناء امتحانات الباكالوريا كل سنة ظاهرة غير محمودة في المواقع الإلكترونية، وأصبح حتى صناع المحتوى في وسائط التواصل الاجتماعي يكررونها بهدف جلب المشاهدات.
يتعلق بمد الميكروفونات للتلاميذ عند باب مراكز الامتحانات للتعليق لا على محتويات الامتحانات ، بل للتركيز على “النقلة” والحراسة.

ويتم الاقتصار في البث، على الأجوبة التي تحمل طابعا غرائبيا، مما يبين قصدية انتقاء مثل تلك العينة.
إن هذه الممارسة لا تمت بصلة لأخلاقيات المهنة، ولا لأبسط قواعد المهنية التي تفرض التوازن والتعددية، وليس الاقتصار على عرض مادة تحمل طابع التهريج عموما.

إن تلك التعليقات تحمل رسائل سلبية، تدافع عن الغش من جهة، ومن جهة أخرى تطعن في الشهادات الممنوحة لاحقا للناجحين/ات، كما أنها في أكثر الحالات تحمل عبارات تحقيرية للطاقم الإداري والتربوي، وللأسف أحيانا تكون تلك التعليقات صادرة من أمهات يتم استغلال جهلن بالقانون وعاطفتهن لصنع محتوى تهريجي، يجعلهن لاحقا محط سخرية وتندر.

الأخطر في الأمر ان هذه الممارسة التي لا تمت بصلة للعمل الصحافي الجاد تضرب حق القاصرين/ات في النسيان، الذي يعني في هذه الحالة استغلال سن وضعف وعي هؤلاء بالانعكاسات المستقبلية لتلك التصريحات، فهؤلاء التلاميذ سيصبحون آباء وامهات وأصحاب مهن في المستقبل، وستشكل تلك التصريحات مصاعب تربوية أو مهنية أو اعتبارية لهم.

إن التلميذ الذي يقدم تلك التصريحات لا يعرف انها قد تستغل ضده أثناء المداولات، إذ قد تعتبر دلائل على حصول الغش.
إن المجلس الوطني للصحافة عليه أن يقوم بواجبه في التنبيه إلى هذه الخروقات التي تمس القيم والأخلاق وصورة المرفق العام والوضع الاعتباري للمدرسة ولطاقمها الإداري والتربوي…
كما أن وزارة التربية الوطنية عليها إن تتحمل المسؤولية في حماية هؤلاء القاصرين من استغلال صورهم وتعليقاتهم في صناعة محتوى أو بث فيديوهات قصدها الإثارة…