خريبكة:حفل توقيع رواية الجسد الجريح في زمن كرونا‎ « للمؤلف المصطفى الزواوي برواق المعرض الجهوي للكتاب

خريبكة:حفل توقيع رواية الجسد الجريح في زمن كرونا‎ « للمؤلف المصطفى الزواوي برواق المعرض الجهوي للكتاب

تم مساء يوم الاثنين 16 ماي 2022 برواق المحاضرات بالمعرض الجعوي للكتاب حفل توقيع روايةةالجسد ااحربح برزان كورونا للمؤلف المصطفى الزواوي
ملأ جنات هذا الحفل حضور متميز ونوعي من المثقفين والطلبة الباحثبن وعشاق الحرف والصحافة..
قامت بتنشيط هذا الحفل الشاعرة المتألقة نوال شريف بينما تلا المنشط الثقافي والإعلامي عزيز اخواض ملخص الرواية ندرجهةكما يلي:
“صدرت للمؤلف المصطفى الزواوي رواية:” الجسد الجريح في زمن كرونا”، بعد كتابه “الرياضة ورهانات التنمية البشرية”، عن مطبعة لوباوي للطباعة والنشر في مائتي صفحة، موزعة على ثلاثة فصول توثق لوباء كرونا ” كوفيد19″، الذي اجتاح العالم منذ نهاية سنة 2019..
في سياق الجائحة وزمرة تراكم الاحداث وتفاصيلها ودقائقها وما حصل من تفاعلات وآثار وما صدر منهم من مواقف فردية او جماعية، رسمية وغيرها في هذا السياق كلف المحقق إسحاق، بطل الرواية، المتشبع بثقافة انجلوساكسونية بجذور يهودية-مغربي، ثقافة متميزة بالبراغماتية..، كلف بإنجاز بحوث علمية وتحقيقات عن تاريخ الفيروسات والأوبئة عبر التاريخ، نشرها في مجلات متخصصة..، أو القيام بتغطية سيرورة “processus” تطور الفيروس كوفيد19 في بلده المغرب لفائدة قنوات تلفزية دولية..؛ وذلك بالاستفادة من تجربة كل من صديق طفولته : رشيد، المتزوج بصينية من “ووهان” بالصين، ، ,وايضا رفيق دربه، المصور منير،عندما انقطعت صلته به بسبب الحجر الصحي، الذي وضع الجسد الجريح في قفص ضيق محروم من حرية الحركة والتنقل وزيارة الأحباب..؛ حجر اجهض تجربة حب جنينية مع سمية التي ظلت عالقة في فرنسا بسبب تداعيات الجائحة..
هكذا جاءت تفاصيل روايته موزعة على ثلاثة فصول؛ كل فصل يشكل وحدة في خصوصية فضاءه وسياقه ومعناه؛
1- وعليه كان الفصل الأول تمهيدا لعرض العلاقة الوطيدة بين رشيد والمصور منير بإسحاق ومساعدتهما له في انجاز بحوثه وتحقيقاته والاطلاع بالتميز والسبق في التنبؤ بحدوث الوباء في نهاية العقد الثاني من الألفية الثالثة..؛
2- أما الفصل الثاني فرصد فيه إسحاق لحظات وظروف فرض الحجر الصحي بمختلف تفاصيلها وبالتالي ما تعرض له هذا الجسد الهش والضعيف المناعة من معاناة أثناء مواجهته لهذه الأزمة الصحية بدنيا ونفسيا وما ترتب عنه من تداعيات اجتماعية ( الابتعاد عن الاقارب والاحبة) واقتصادية.. وأيضا ما أثارته من تفاعلات وتأثيرات على العلاقات الجيو-استرتيجية بين الأقطاب العالمية ( خاصة الصين والغرب بزعامة امريكا..؛ كما أبرز تماسك مكونات الذات في علاقة بأسرته واقاربه وما يسود المجتمع من قيم دينية سمحة التي تبرز خلال شهر رمضان والازمات بشكل عام.خاتما الفصل بالتساؤل عن مآل أسطورة العولمة وإمكانية تشكل عالم جديد..
3- أما في الفصل الثالث انتهى المحقق إسحاق إلى خلاصة مفادها:” أن ماهية الإنسان متراصة في شخصية ملتحمة المكونات البسيكوصوماتيكية “psychosomatique” والاجتماعية..؛ شخصية شكل من خلالها وعبرها التحام كل العناصر في وحدة بين جسده وفكره وعلاقته مع محيطه الاجتماعي والبيئي..
لكن حصول اي عجز وظيفي في احد هذه العناصر، نفسي، ذهني، جسدي او علائقي..، سيفرمل لا محالة الذات ويحبطها في تحقيق رغباتها وأهدافها .. فيختل التوازن ويحدث الاضطراب بين هذه المكونات؛ ويحدث الصراع بين الرغبات والدوافع فيتغلب وازع القوة والتذمير والعدوان والشر على وازع الخير والتسامح والتضامن ؛ أي غلبة قيم السلبية على الايجابية او العكس بالعكس.. وذلك كما حدث خلال وضعية هذه الأزمة الصحية الناتجة عن الجائحة وكيف واجهها الإنسان المعروف تاريخا بماهية وطبيعة انسانية مزدوجة..؛ حيث واجه الانسان الجائحة بنزعته الشريرة المتهمة بصناعة الفيروس من أجل شن حرب بيولوجية بدافع ابادة انسانية أملتها غرائزه النرجسية المدمرة للذات وللأخر.. في توافق تام مع نزعته الرأسمالية المتوحشة، التي دفعته الى التهويل ومنح الجائحة حجما ضخما لطبيعتها وطابعها وابعادها؛ فكانت رغبته النفعية و الربحية متوافقة مع ارادته في تتبيث التفوق والسيطرة..
ومقابل هذا النزعة السلبية تحركت ارادات ونزعات الخير بالإعلان عن وقوفه بإنسانية فياضة إلى جانب الانتصار لقيم الفكر الايجابي والحامل لقيم سامية كالتضامن والتأخي والحب والجمال..؛ قيم اقرها كإنسان عاقل اظهر نفسه امام الازمة مشبع بمكارم الأخلاق كالتضامن والتآخي متجاوزا الحيوانية الثاوية فيه ككائن بيولوجي ؛ معلنا بذلك الانتقال بطفرة نوعية الى كائن بيو-ثقافي له القدرة على السمو والتعقل والتحكم في تلك الرغبات المدمرة وأنسنتها وتدبير الحياة بحكمة..
هكذا اذن كانت تصورات اسحاق الفلسفية والسيكولوجية لشخصية الانسان كوحدة وما انتابها من ازدواجية في الشخصية بين السلبي والايجابي؛ الامر الذي جعل اسحاق في سياق هذا الوباء أن ينتهي به المطاف إلى التأمل في ازدواجية ماهية الإنسان والعلاقة التفاعلية بين جسد وفكره، مبينا أنهما عنصران يشكلان وحدة وبنية نفسية-بدنية واجتماعية متراصة؛ فما أن تتكبل حركة الجسد حتى يطلق الانسان العنان لحرية الفكر والتعبير والتواصل والاتصال عبر كل الإمكانيات المتاحة كالقراءة وإنتاج الفكر والتواصل المتعدد الوسائط ..؛ من هنا تجاوز الحدود الجغرافية، التي قيدت حركة الجسد بسبب الحجر..
وفي ختام روايته أكد خلاصة بحثه بأن الوباء سواء كان بسب فيروس طبيعي أو صنع بفعل ارادة سلبية مدمرة سيبقى قضاء وقدر ماهية الانسان”
Essence humaine”؛ حيث سيظل بإرادة المقاومة مواجها لخطورة الطبيعة المحدقة بوجود الإنسان في كل فترة من فترات تطوره ويدون هذا المرض والوصفات العلاجية في سجل تاريخ الامراض الذي المت به قاومته وكيفية مقاومته للأمراض سواء الناتجة عن الفيروسات او الباكتيريا واخيرا سيظل أي وباء او نرض اصابه مجرد حدث زمني عابر يقوم بوظيفة خلق التوازن الفردي والجماعي والكوني..
عموما جاءت رواية الجسد الجريح في زمن كورونا توثيق لهذا الوباء، غنية بمعارف ومعطيات علمية راصدة لمختلف تطورات وتفاصل نمط حياة رسم خلال بخصوصية الجائحة بأسلوب صحافي مشوق وماتع وسهل الفهم والهضم وعميق الدلالة وغائص في الرمزية.. وشاهد عيان على ما اصاب جسد الانسان من شلل لحركته بسبب الحجر، الذي اجهض الاحلام وقيم الحب والجمال..؛ لكنه اكد بالمقابل قدرة الانسان على كيفية مقاومته للازمة وتجاوز احباطاتها بذكائه واللف حول قيمه الانسانية النبيلة من تضامن وحب..”
وقبل توقيع الكتاب أجاب المؤلف عن أسئلة الحاضرين، التي تنوعت بين التساؤل عن تحربة الكاتب الروائية وطقوس الكتاب ولحظات الابداع..