الملتقى الدولي للملحون يستقطب 20 ألف متتبع في منصتي أزمور وأولابلانكا

الملتقى الدولي للملحون يستقطب 20 ألف متتبع في منصتي أزمور وأولابلانكا

توقف التاريخ مرة أخرى بمدينة أزمور، مسجلا نجاحا منقطع النظير للنسخة السابعة لملتقى ملحونيات ، بحجم 20 ألف متفرج من مختلف الشرائح والأعمار ، حجوا إلى منصتي أزمور وأولا بلانكا ، هو رقم يقيم دليلا قاطعا على تجاوز الملتقى مرحلته الجنينية إلى مرحلة النضج والاستمرارية.
لقد رددت أسوار أزمور التاريخية في السهرة الأولى رجع صدى جوق فن المالوف كفن شعبي جزائري ، وتمكن جمال ريغي من شد انتباه الجمهور الحاضر في تجاوب كبير ، يجسد على الواقع القواسم الثقافية المشتركة بين الشعبين المغربي والجزائري.
وفي السهرة ذاتها صدح صوت عبير العابد التي استطاعت أن تخلخل بنبراتها المياه الراكدة لواد أم الربيع.
وأعاد محمد بريول الجمهور إلى اللحظات المشرقة للنظم والإنشاد بعزف رائع لجوق عبد الكريم الرايس لطرب الآلة.
وفي لحظة بدأت نسائم باردة تهب على ساحة ابراهام ونيس ، تمكنت فرقة عيساوة أزمور برئاسة حسن بنخما من إلهاب الساحة ورفع درجة حرارتها.
في السهرة الثانية سطع نجم كل من عالم عون من تونس ورضوان الأسمر الذي ألبس الملحون ثوبا شبابيا ختمه بوصلة كناوية حركت المكان.
وتفنن سعيد كنون في إنشاد قصيدة توسلية في مدح خير الأنام أضفت خشوعا على الحاضرين ، بينما نجح محمد واريثي في إنشاد قصيدة رائعة عدد فيها محاسن مدينة أزمور وحمولتها التاريخية والفنية ، مع عزف جميل ورائع لجوق جمع أمهر العازفين ، هو بحق عبارة عن منتخب وطني برئاسة محمد الوالي.
السهرة الثالثة ليوم السبت بأزمور ، أشعلها جوق المالوف الجزائري وجوق التراث الأندلسي بسلا ، والطائفة العيساوية برئاسة ياسر الشرقي.
وحق القول أنها كانت سهرة مناصفة ، برزت فيها أصوات نسائية لها حضورها الوازن في مجال الملحون ، حين تجاوب الحاضرون مع عبير العابد ولمياء أيت عمارة الجزائرية وضياء زنيبر القادمة من فرنسا وسناء مرحاتي صوت كل الأزمان ، هي سهرة امتدت إلى الساعة الثانية صباحا ولم يغادر الحاضرون الساحة إلا راضخين لقرب آذان الفجر.
وفي يوم الأحد موعد السهرة الأخيرة بمنتجع أولا بلانكا بتراب جماعة المهارزة الساحل ، القريبة من سيدي رحال نجح المنظمون فيما فشلت فيه اتحادات الكرة ، بخلق جوق مغاربي لفن الملحون أمتع الحاضرين بعزف متناسق أكيد أن رجع صداه تردد حتما في دار بوعزة وطماريس وعين الذئاب.
كانت السهرة أيضا مرصعة في حصتها الأولى بلمياء أيت عمارة وعالم عون وبيان بلعياشي وفي حصتها الثانية بفاطمة الزهراء قرطبي وماجدة اليحياوي وفي الحصة الثالثة بعبدالمجيد رحيمي وعبدالهادي بن غانم وإدريس زعروري.
وهي سهرة أضفت عليها رومانسية أولا بلانكا ، روعة أخادة هي بكل تأكيد التي تشرح استقطاب جمهور ليس فقط من الجديدة وأزمور بل أيضا من البيضاء وفاس والرباط ومكناس ، ما يؤكد اتساع المجال الاستقطابي للملتقى الدولي ملحونيات كموعد سنوي هام في أجندة الملتقيات والمهرجانات الوطنية.
وتجدر الإشارة أن الدورة السابعة للملتقى خلدت نفسها بوضع حجرالأساس لدار الملحون على بقعة أرضية بمساحة 2000 متر مربع ، منوالمنتظر أن تكون مشتلا حقيقيا لإنبات أسماء واعدة في فن الملحون في مدينة أزمور التي تعد بحق واحدة من الحواضر التي احتضنت هذا الفن التراثي منذ زمن بعيد.
ووسط إجماع بنجاح كبيرللدورة السابعة تفرق الجميع على موعد في الدورة الثامنة في العام القادم ، وكلهم شكر وامتنان للمنظمين والمدعمين وفي مقدمتهم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط المساند الرسمي للملتقى.