المؤثرون وإيثار المسؤولين..

المؤثرون وإيثار المسؤولين..

حنان رحاب

لم تكن خرجة السبد مدير الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية والتي ينوب فيها عن الوزير شكيب بنموسى دليل جديد على قصور إدراك أصحاب ” النموذج التنموي ” للوضع الإعلامي في بلدنا ولا لاهميته ..

خروج مبعوث شكيب بنموسى ليخاطب الرأي العام من حساب مؤثر إنستغرامي، في وضع محتقن بسبب قرار فاجأ الجميع، بمن فيهم حتى مديرون جهويون واقلميون المفترض أن يقوموا بتنزيل هذه القرارات، يجعلنا أمام حالة فريدة في اللاوعي الإعلامي.

صحيح فعلها قبله مسؤول في قطاع الصحة في عز مخاوف المواطنين بسبب الجائحة.

كما لا يمكن لوم صاحب الحساب في الأنستغرام أو فيسبوك أو كلوب هاوس وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، ففي النهاية هو يسعى لربح أكبر عدد من المشاهدات، الكفيلة برفع قيمة المداخل المستخلصة عبر الأدسنس.

المشكل يوجد عند المسؤولين الذين عوض مخاطبة الرأي العام من قنوات الإعلام المنظم بقوانين، والذي يشتغل في نطاق مبدأ المسؤولية بمعانيها القانونية والمهنية والأخلاقية، ويلجأؤن لما يسمى المؤثرين.

في اعتقاد أمثال هؤلاء المسؤولين أن استضافتهم من طرف هؤلاء المؤثرين سيجعل الناس تتعاطف معهم.

وعوض أن يكون الغرض هو تنوير المواطن الباحث عن المعلومة أو الذي له اعتراضات، نجد أنفسنا أمام عملية تجميل تحمل شبهات.

شبهة مؤثر يبحث عن مداخيل ويستغل قضية تستأثر باهتمام الرأي العام، ومسؤول يقبل الحضور معه في سعي لتجميل صورته. قد تكون نوايا ما يسمى المؤثر صادقة، لكن الأمر فيه شبهات.

هل يقبل الوزير شكيب بنموسى أن يقوم أحد عوضه بمهامه؟

ولذلك كان عليه أن يستقبل وفدا ممثلا لوسائل إعلام مختلفة، أو أن يقبل الحوار مع المنابر الإعلامية التي تقدمت للوزارة ولمسؤوليها النافذين بعدة طلبات .

المسؤول / الوزير الذي يحترم نفسه يخاصب الرأي العام من خلال الإعلام المنظم بقوانين، وهذه هي المسؤولية، وليس عبر دردشات في الإنستغرام.

أن هؤلاء المسؤولين يضعفون المجال الإعلامي، حيث يحترس الصحافي المهني ما أمكنه من ترويج الخبر الزائف، وغيره من ضروب الممارسات التي تضر بأخلاقيات الإعلام والتواصل، ويفسحون المجال أمام سلطة تواصلية جديدة إسمها “المؤثرون”. صحيح أن لها حضورا، ولكن في النهاية هي غير ملزمة بأي مرجعية معيارية مهنية أو أخلاقية…