العيطة التي أراد القايد العيادي تسميتها ” الشجعان ” فسماها الوطنيون تهكما ” اجعيدان “

العيطة التي أراد القايد العيادي تسميتها ” الشجعان ” فسماها الوطنيون تهكما ” اجعيدان “

 عبد الرحيم شراد

العيطة التي أراد القايد العيادي تسميتها ” الشجعان ” فسماها الوطنيون تهكما ” اجعيدان “
و اجعيدان ، في اللسان المغربي الدارج هو ابن آوى و هو حيوان من فصيلة الكلبيات أصغر من الثعلب يعيش على أكل الجيفة و لا يصطاد إلا صغار العصافير . أما القايد العيادي ، فهو ميلود بن الهاشمي المزداد سنة 1880 و المتوفى سنة 1964 . كان قائدا على الرحامنة في عهد السلطان المولى عبدالحفيظ والمعروف عنه أنه كان مواليا و مساندا للمستعمر الفرنسي . و لم يتراجع عن ولائه للإستعمار إلا بعد نفي محمد الخامس . الأصل في هذه العيطة هو أن القايد العيادي بعد أن رأى أن عيطة ” النيرية ” أخذت في الإنتشار بين القبائل و هي عيطة ملالية الأصول تتغنى بأبطال المقاومة المسلحة ببنى ملال وآيت عتاب و تادلة و القصيبة و كل مناطق الأطلس المتوسط . أراد أن تكون له عيطة تمجد إسمه على أساس أن تكون شبيهة بعيطة ” النيرية ” في الكلام و في اللحن ، فتنتشر بين الناس و يختلط عليهم الغناء فينسون عيطة ” النيرية ” الحقيقية كما قالتها ” مباركة البهيشية ” و غنتها الشيخة ربوحة بنت المعطي . و رددها معها المغاربة الأحرار . عندما نعود إلى عيطة ” النيرية ” نلمس العفوية و التلقائية و الصدق منذ بداية الكلام .. ” بسم الله باش بدينا .. و راه على النبي صلينا .. راه الرباعة سارت لله ” ( الرْبَاعَة معناها الرجال المقاومون ) . إن مباركة البهيشية دخلت مباشرة في صلب الموضوع . بينما العيطة التي تمت كتابتها بطلب من القايد العيادي لا نلمس فيها هذه العفوية و التلقائية في الكلام .. ” آيا الواحد .. أيا ربي ..هزيت عيني ليك آ ربي .. حطيت عيني و فرح قلبي .. باسم الله باش بديت .. آ ودي على النبي صليت .. يا ودي كثروا من صلاتو .. النبي شفيع أمَّتو .. اذكر الله .. تصيب الله .. عيطة المولى مقبولة .. ” . لماذا كل هذا الكلام المرتب بعناية ؟ إن الغرض منه إرضاء القايد العيادي و استمالة قلوب الناس . بقصد التأثير فيهم حتى يتقبلوا السخرية من شخصية مباركة البهيشية .. ” آش قالت هذيك النيرية ! ( ماذا عساها أن تقول هذه النيرية ) .. ” ياك غير عزبة و ادريرية ” .. ( إنها مجرد مراهقة طائشة ) .. ” امحزمة بالسيف التحتية .. ” ( لا تقوى حتى على ربط الحزام على التحتية التي تلبسها ) . إنه منتهى السخرية و التهكم من ” مباركة البيهيشية ” من أجل طمس عيطتها الصادقة ” النيرية ” و استبدالها بعيطة مزيفة للحقائق أراد أن يسميها القايد العيادي ” الشجعان ” لكن أبى المغاربة الوطنيون الأحرار إلا أن يسموها كما قلت في بداية كلامي ” اجعيدان ” ( أي أبناء آوى او الثعالب ) . و هنا لا بد من الإشارة إلى أن عيطة ” اجعيدان ” ستعرف إضافات أخرى حينما سيتراجع القايد العيادي عن ولائه للمستعمر بعد نفي محمد الخامس . و سيكون الغرض من هذه الإضافات رسم صورة أخرى للقايد العيادي . لكن رغم كل هذا بقيت ” اجعيدان ” تحمل دليل إدانتها و منها هذا التهكم من مباركة البهيشية المرأة الوطينة الحرة الذي ذكرت و كذلك بعض الكلام الذي يتغنى بالقايد العيادي و يمجده و الذي يتنافى مع أخلاق المغاربة الوطنيين كالمجاهرة بشرب الخمر ” دوزها واحد في القياد .. دوزها القايد العيادي .. داير شرابو في قُبُّ .. فين ما مشى راه يشربو .. داير الشيخات في جنبو .. فين ما جلس راه يلعبو ..”