اشكالية الحرية او التبعية والعبودية عند ايتيان دو بوسيه الفرنسي

اشكالية الحرية او التبعية والعبودية عند ايتيان دو بوسيه الفرنسي

تابع…ما هي الخلفية الفكرية التي تسند ما كتبته سابقا و قد تم نشره عبارة عن مادة اعلامية بدعم من صديق سابق فترة الدراسة سنوات السبعينيات و ما زالت هذه الصداقة مستمرة الى اليوم بعد سنوات من البحث و الدراسة..؟

هناك اولا كتاب “العبودية المختارة” للمفكر الفرنسي ايتيان دو بوسيه Étienne de boetie ” “كتاب صغير في غاية الأهمية لمن يريد ادراك علاقته بالاخر فيما يخص اشكالية حريته او تبعيته وعبوديته.. فهذا الكتاب يشكل مرجعا ضروريا لمن يسعى إلى ادراك مستوى الزيف الذي يلف وعيه حين يذوب ذوبانا في ثقافة ولغة المستعمر ضانا أنه يحقق التحضر والتسلق الاجتماعي والتماهي الثقافي مع ثقافة ولغة المستعمر في حين يظل مغربيا في مستوى من التبعية …..كل الدول الأفريقية التابعة حاليا كانت مستعمرات فرنسية سابقا،ومنذ عقود وعقود من الاستقلال الشكلي لم تستطع الخروج من مصائد فرنسا وتثبت وجودها وتواجه اغترابها…كم هو مخجل الوضع اللغوي الذي نعيشه….لا العربية عربية ولا الفرنسية فرنسية….أبناءنا تائهون لا هم متمكنون من هاته او تلك……نذهب إلى اداراتنا فنجد أنفسنا مضطرين رغما عنا إلى التعامل بالفرنسية ولا خيار لنا في ذلك….أكرر لاقول اننا في وضع لغوي مخز…..هنا وهناك ترتفع أصوات المعارضين مطالبة بوضع حد لهذا الوضع الذي يضر بمصلحة الوطن وهويته واستقلاله الكامل لكن يضل الوضع كما هو….القرار السياسي الذي يضع المغرب في الطريق الصحيح ينتظره كل المغاربة والتحرر الثقافي يتطلب تعبئة شاملة حتى نخرج من هذا الاغتراب الذي يخترق ذاتنا على كل المستويات…
أما الخلفية الثانية التي تسند هذا المقال المتواضع فهي الكتابات والدراسات العلمية الكثيرة التي تناولت ظاهرة التبعية التي جعلت المغرب ينتمي إلى دول المحيط بتعبير عالم الاقتصاد المصري الدكتور سمير امين….لقد بنت الدول الاستعمارية سياستها على فكرة المركز والمحيط،يمثل المركز الدول الصناعية الاستعمارية ذات النفوذ والقوة العسكرة والاقتصادية،في حين يمثل المحيط الدول المستعمرة سابقا والتابعة حاليا تبعية عمياء…وهذه العلاقة بين طرفين غير متكافئين تؤثر سلبا على واقع ومستقبل دول المحيط…فرنسا تتعامل معنا وستظل تتعامل معنا من خلال ذهنية المستعمر للدفاع عن مصالحها الحيوية مع محاولة تأبيد الوضع كما لو كان قضاء وقدرا…. السؤال الذي انهي به هذا المقال هو ما العمل؟؟؟؟لغة فرنسية ليست لنا نتواصل بها ولغات وطنية نهمشها ونتركها لتضعف لأننا نخرجها من دائرة الاستعمال والتطوير وملاحقة التطور العلمي والتقنية….مصيرنا بايدينا،فإما أن نصير احرارا واما عبيدا تابعين لأجندات خارجية لن نجني منها غير الريح…..لغاتنا الوطنية تئن وتعاني من عدم التداول والاستعمال في حين نتشبت بلغة الاجنبي كما لو كانت تجعلنا نصعد نحو الاعالي ونحقق التقدم في حين لا نعي درجة التخلف الذي نغرق فيه بارادتنا…..

ذ.عبد الحميد الكبداني :ذ.مادة الفلسفة