احتجاجات الأساتذة في المغرب : أي أفق ؟

احتجاجات الأساتذة في المغرب : أي أفق ؟

عز الدين بوخنوس

يبدو أن أصوات الأساتذة بالمغرب بدأ يتعالى مطالبا الوزارة بتسوية ملفات عالقة منذ عهد الحكومات السابقة( ضحايا النظامين، زنزانة السلم 10، الترقية بالشهادة، تغيير الإطار ، الأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد…) ويجدر بالذكر أن الصراع بدأ يشتد خصوصا بتوقيع النقابات على النظام الأساسي الذي جاء حسب تعبير الحكومة والمسؤولين النقابيين المباركين لهذا النظام الذي تقدمت به الحكومة جوابا على متطلبات الشغيلة ونتيجة لحوارات ماراطونية.لكن في مقابل ذلك نددت معظم الفئات بهذا الإتفاق مبررة أن هذا النظام في جوهره هو إجهاز على المدرسة العمومية وذلك عبر الضرب في عمق المنظومة التعليمية أي مكانة المدرس. ويجدر بالذكر أن الحكومة الحالية التزمت خلال فترة دعايتها الإنتخابية بزيادة 2500 درهم في أجرة رجال ونساء التعليم وأيضا إدماج الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد في أسلاك الوظيفة العمومية. بناء على هذا، فكل المستنكرين لما يسمونه “تحالفا مشبوها” لا يمثل الشغيلة التعليمية و أن هذا النظام الجديد لا يندرج في إطار الوظيفة العمومية، وبالتالي فهو إجهاز على مكتسبات رجال ونساء التعليم التي ضحى من أجلها أجيال وأجيال. وتماشيا مع هذا التيار الذي يدعو إلى استمرار الإحتجاجات بأشكال مختلفة أهمها مقاطعة مسك النقط اصطفت بعض النقابات إلى خيار رفض هذا النظام بحجة أنه لا ينبثق من القواعد ولم يتم إشراكهم في محتواه واعتباره إذن مجرد نظام ممنوح.وبشكل أو بآخر بدأت تظهر تنسيقيات جديدة كل منها تتبنى مطلبا محددا، فهل ستتحاور الجهات المسؤولة مع كل طرف على حدى ؟ أم ستعيد استئناف الحوار مع النقابات خاصة وأن موجة عارمة من انسحاب الأساتذة من النقابات الموقعة أصبحت ظاهرة ! أم أن لغة الصمت وتمرير هذا النظام هما سيدا الموقف ؟ لا بد أن الأيام المقبلة ستعرف تحولات ومعطيات جديدة في الحقل التعليمي ،فهل تعدد التنسيقيات سيكون قوة أم ضعف ؟ كلها أسئلة رهينة بوحدة الأساتذة والأستاذات ومدى وعيهم بما يحاك خلف الستار وتطابقه بما يروج له كل طرف.فأي افق لهذه الإحتجاجات خصوصا وأن التليمذ طرف ضعيف في معادلة مركبة ؟