صرخة الدكتور رضوان مرابط …… لك الله والوطن وكل الحب الذي غمرتنا به كل هذه السنوات ….

صرخة الدكتور رضوان مرابط …… لك الله والوطن وكل الحب الذي غمرتنا به كل هذه السنوات ….

جابر السالمي :

عندما يخرج  رجل كتوم يعترف له اعداءه وخصومه قبل اصدقائه ، بمهنيته وعلمه وتواضعه الانساني الكبير كرئيس جامعة فاس  الدكتور رضوان مرابط ليطلق صيحة استغاثة بلغ صداها العالم ، فاقرأ السلام على الامانة والمصداقية والشفافية وغيرها مما يعيد الشك في هذا العالم وفي كل تفاصيله الصغيرة ……

 صرخة  الدكتور رضوان مرابط سمعها  الرضع والشيب والنساء والرجال والجبال  بل حتى الحيتان  في البحر ، لأن صرخة المظلوم تصل بسرعة البرق  الى  السموات العلى ، صرخة وجدت تفاعلا كبيرا من الجميع ، فالرجل اكبر من ان يتعرض للذبح والشنق في واسطة النهار ، لان الظلم الحقيقي هو الذي سلط على جامعة فاس ممن يريدون لها ان تبقى يتيمة وهي التي عاشت ازهى ايامها معه وهو يقودها الى اعلى المراتب وبكل هدوء …..

جامعة فاس كانت قوية برضوان مرابط ورضوان مرابط كان قويا بها ،لأنه كان يعرف تفاصيل الجغرافيا السرية لجامعة شكلت صداعا حقيقيا بمشاكلها الامنية العديدة في يوم من الايام ، وهي التي عرف الرجل كيف يطفيء نيرانها ويجعلها وطنا مصغرا للجميع  ، فاضحت معه منارة للعلم والمعرفة وبامتياز كبير ، جلبت للرجل كل الاحترام والتقدير

هذا الرجل المتعدد وجد نفسه اليوم امام ظلم تاريخي ، وهو يطلب الانصاف من المدبرين الحقيقيين للفاجعة ،ممن صوبوا فوهة بنادقهم نحوه ومنذ مدة ، كان الرجل يتابع تفاصيل حكاية اغتياله التي كان ينتظرها في اي وقت من الاوقات ، بل ان تباشيرها بدأت مع جريدة الاخبار التي حشرت ظلما وعدوانا الرجل واكثر من مرة  في الدائرة الضيقة لحزب العدالة والتنمية البريء منه براءة يوسف من ذئب يعقوب وهو الذي لم يحتم في يوم من الايام بمظلة حزبية كما يفعل الكثيرون ،  بل ما كان يشفع له تاريخه العلمي وسيرته المهنية لا غير ….

هاهي اليوم جامعة فاس ستبقى يتيمة  حزينة مهمومة ، تبكي حظها العاثر ، بل ان العديد من اساتذتها وطلبتها يضعون ايديهم على قلوبهم ّ، لان هناك من يريد ان يخرجها من دائرة التوصيف والتصنيف الى المجهول ، وهذا احساسهم  القريب من قلوبهم وعقولهم التي ادركت وادرك معها الجميع ان فاس فعلا  مدينة التاريخ والحضارة و العلم والعلماء وان من دخلها كان عالما حقا .

لا شك ان صرخة الدكتور رضوان مرابط ، وصلت الى السيد رئيس الحكومة ، وسيدرك معها السيد عزيز اخنوش ان الرجل الكتوم الذي لا يتكلم كثيرا ، خرج هذه المرة ليقول للجميع ، بالله عليكم لا تلعبوا بمصير هذا الوطن ولا بمصير جامعاته ولا ابنائه ، لان رضوان مرابط من النخب التي بنيناها واضحى بذلك  جزءا من الذاكرة ومعادلة صعبة في زمن رديء، وان  من يعتقدون انهم سيطلقون عليه رصاصة الرحمة مخطئون ، لان الرجل مطلوب في كل زمن ومكان من طرف اعتى الجامعات  التي تريد النهل من تجربته الناجحة بكل المقاييس وبشيك على بياض ، لان الرجل كان يعتز بمحبة الناس والاساتذة والطلبة التي جعل منها رأسمالا رمزيا  يغنيه عن اموال الدنيا وما فيها …..

سي رضوان مرابط ليس سهلا ان يتم توديعك بهذه الطريقة ، فكثير من الحزن يعتلي الصدر ، فلك الله وكل الحب الذي غمرتنا به كل هذه السنوات ….