أحبيض رئيس جامعة القاضي عياض يستعرض تاريخ عناية العلويين بالمولد النبوي من مسجد مولاي علي الشريف ويؤكد حرص الجامعة على التثمين العلمي للتراث الديني……

أحبيض رئيس جامعة القاضي عياض يستعرض تاريخ عناية العلويين بالمولد النبوي من مسجد مولاي علي الشريف ويؤكد حرص الجامعة على التثمين العلمي للتراث الديني……

ألقى مولاي الحسن أحبيض رئيس جامعة القاضي عياض، يوم أمس السبت 8 أكتوبر، مداخلة علمية بجامع مولاي علي الشريف “هيلانة الكبير” بباب أيلان بمدينة مراكش، وذلك باسم مولاي علي الشريف دفين مراكش أبرز من خلالها العمق الروحي بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف وفي غمرة احتفالات الشعب المغربي الكريم والأمة الإسلامية جمعاء.
رئيس جامعة القاضي عياض في ورقته العلمية، أن هذا مسجد هيلانة الكبير شيده السلطان سيدي محمد بن عبد الله بجوار ضريح جده مولاي علي الشريف وسماه باسم جده، وأراد منه أن يكون منارة دينية ورباطا روحيا ومعلمة حضارية تشهد على عظمة الارتباط والتلاحم الروحي اللذان يربطان بين سلف وخلف ملوك وصلحاء هذه الدوحة العلوية الشريفة.
مشددا أن الأقدار الربانية شاءت أن يجتمع في هذه البقعة الطاهرة من الجهة الشرقية لهذه المدينة العتيدة، معالم ثلاثة بارزة ومُعبرة، أولها يتمثل في ضريح المولى علي الشريف، وثانيها يتمثل في هذا المسجد السلطاني الزاخر، وثالثها يتمثل في ضريح عالم من أعلام الإسلام الكبار القريب من هنا، ألا وهو ضريح القاضي عياض السبتي الذي تتشرف حامعة مراكش بحمل اسمه، والذي قيل عنه لشهرته في الآفاق “لولا عياض ما عُرف المغرب “.

وربط الدكتور أحبيض الاحتفال في المعلمة الدينية المذكورة بليلة مولد المصطفى الطاهر الأمين بكتلة من المعاني والدلالات الرمزية والعميقة والتي تؤكد بجلاء ووضوح العلاقة الروحية المتينة، والتقارب والتقدير المتبادل الموجود دائما بين ملوك الدولة العلوية والعلماء وأهل العلم، كما يعكس هذا المسجد “مسجد المولى علي الشريف” بقيمه الدينية والروحية الذي تأسس عليها وشُيد من أجلها ذلك الرباط الديني والروحي المتين الذي جمع ويجمع على الدوام سائر الشعب المغربي بملوك الدوحة النبوية الشريفة.

وأَضاف ذات المتحدث، أنه واستمرارا على العهد، وتقديرا من جامعة القاضي عياض ووعيا من أطرها وأساتذتها لما يمثله هذا المكان ولما يحمله من دلالات روحية وحضارية، وحفاظا على هذا الإرث الروحي والحضاري الذي يميز هوية هذا البلد الأمين، وفي إطار انفتاح جامعتنا على محيطها الثقافي والحضاري، عملت على وضع شراكة علمية، وفتح جسور التعاون، مع مؤسسة المولى علي الشريف قصد خدمة كل ما له أثر إيجابي على الحفاظ على هويتنا الدينية والحضارية وعلى استقرار هذا البلد الأمين والحفاظ على وحدته الدينية والترابية في ظل مولانا أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله وأيده. وأن أجل القيم الدينية والروحية التي شكلت هوية هذا البلد والدالة أن يلتقي المغاربة في هذه الليلة المباركة ليلة ذكرى مولد سيد البشرية، لإحياء هذه المناسبة الميمونة مثل باقي الأمة الإسلامية جمعاء، ومن أهم مقاصد هذا الاحتفال تحقيق ما تحمله هذه المناسبة من دلالات ومعاني التأسي والاقتداء بمعلم البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام مصداقا لقوله تعالى :”﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ سورة الأحزاب [ 21]

ولم يفوت رئيس جامعة القاضي عياض فرصة المناسبة لتأكيد الحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى التماس القدوة من رسولنا الأعظم، وأن نقيم احتفالنا بالمناسبة في قلوبنا بتجديد الايمان فيها واحياء معالم اليقين بها، وأن نقيمها في عقولنا بتصحيح مفاهيم الدين وتقويمها، وأن نقيها في سلوكنا وسائر عملنا ومعاملاتنا لتستقيم أمورنا، كما نقيمها في مساجدنا. وجعل هذه المناسبة الكريمة مناسبة لتجديد العهد وتقوية الصلة بكل ما تحمله سيرة رسولنا الكريم من معاني ودلالات وقيم الرحمة والأمن والأمان والسلام للبشرية كافة، ليكون لنا ذلك عونا على مواجهة التحديات التي تواجه بلدنا، ولنستمد منها القوة الروحية اللازمة لتشييد صرح التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يرفع لوائها أمير المؤمنين صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده.