المقهى في زمن اللاتنظيم

المقهى في زمن اللاتنظيم

مهام المقهى في زمن اللاتنظيم أن تجد الجالسين بالمقهى دون هدف٬ باستثناء قتل الوقت٬ شيء عاد؛ أن تجد بالمقهى ” ;السماسرة ” ;لكل ما تفكر فيه و ما لا تفكر فيه شيء عاد؛ أن تجد الطلبة يجدون و يجتهدون نظرا لغياب دور الثقافة و دور الشباب والخزانات العمومية٬ شيء عاد؛ أن تجد شبابا و شابات٬ و كهولا و شابات٬ لما تعرف و نعرف و ما لا تعرف وما لا نعرف شيء عاد؛ أن تجد بالمقهى أصحاب الحواسيب و الهواتف الذكية للبحث عن كل شيء و تبادل كل شيء٬ أمر عاد؛ أن تجد بالمقهى المدمنين على الكلمات المسهمة و الكلمات المتقاطعة٬ شيء عاد؛ لـــكـــن أن تجد خياطة بمقهى بسيدي بنور المدينة الصغيرة٬ شيء غير مألوف في كل المدن المغربية؛ لقد أتار انتباهي بإحدى المقاهي البنورية أن سيدة وضعت أدوات الخياطة التقليدية على طاولة و انهمكت في عملها تقنية ” الراندا “٬ غير آبهة بما يدور من حولها من زوار و أصوات التلفاز..إلخ. ربما ستتغير مهام المقهى٬ فبعد القضاء على مقاهي الأنترنيت٬ و القضاء على استقبال الأصدقاء بالمنازل٬ و بعد أن تحولت المقاهي إلى مقرات التنظيمات٬ تعقد بها اجتماعات سياسية و جمعوية و نقابية٬ ستتحول المقاهي إلى فضاءات للخياطة و الطرز و غيرها من الصناعات التقليدية التي لا تحتاج إلى آلات و أدوات ثقيلة.

عبد الرزاق بشاريج

images 00