مجرد استنتاج بعد الزيارة الملكية الى مدينة العيون مؤخرا

مجرد استنتاج بعد الزيارة الملكية الى مدينة العيون مؤخرا

images timthumb المتتبع لهذه الزيارة الملكية الأخيرة تتضح له بعض الأشياء الغامضة والمحيرة والغير مستساغة خلال الإستقبال الملكي بمطار الحسن الأول الذي كان يعرف صفا طويلا مملا وتخللته أخطاء وهفوات في -لبروتوكول – ، والمثير للدهشة حجم الرسائل والأظرفة التي مدت باليد للملك شخصيا أو رميت بالقوة تجاه الموكب الملكي من طرف منتخبين ومواطنين ومواطنات خصوصا عند مسجد حي الراحة ، وهذه الأساليب الإحتجاجية تحمل في طياتها رسائل مبطنة و مشفرة مفادها فقدان الساكنة الصحراوية الثقة في المؤسسات المحلية من نخب تقليدية وولاية ومجالس منتخبة ومحاكم وإدارات عمومية ، تستدعي ضرورة التدخل الملكي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بسبب حجم الفساد المالي والإداري والتسيب القانوني والقضائي والعقاري الذي تعرفه المنطقة ،علاوة على إرتفاع نسبة الإحتجاجات النقابية والحقوقية في المنطقة من معطليين حملة الشواهد العليا وفئات إجتماعية هشة من أرامل ومطلقات ومعاقيين ذوي الإحتياجات الخاصة التي ترى هذه الشرائح الإجتماعية المسحوقة في الزيارة مناسبة سانحة لتبليغ الشكاوى ورفع التظلمات. وتعتبر هذه الأظرفة الصفراء التي تحمل لاشك شكايات وطلبات من طرف مواطنين مساكين محرومين من سكان المنطقة صفعة في وجه من يدعي أن سكان الصحراء ينعمون بالرخاء والرفاه الإقتصادي ويملكون آلاف الجمال والسيارات الفارهة والخدم والحشم ، ويفترشون الذهب والفضة . ولكن هذه الزيارة الملكية كشفت المستور وأسقطت الأقنعة والماكياجات التي كانت تتجمل بها العيون خلسة وبهتانا ،وربما هذه الزيارة ستفتح الكثير من التحقيقات على أعلى مستوى في حجم الفساد و المبالغ المالية الضخمة المختلسة التي رصدت لهذه المناطق الصحراوية بغية تنميتها وإقلاعها إقتصاديا وتجاريا ، علاوة على بعض الإختلالات الأمنية ، والأخطاء التقنية التي تضرب في مبدأ الإحترام والتوقير المكفول دستوريا لشخص الملك حسب الفصل السادس والأربعين من الدستور الحالي . مما لاشك فيه أن الملك غادر مدينة العيون غير راض تماما على ما رآه في العيون من عبثية وإرتجالية ، والدليل على ذلك لم يذهب إلى الخيمة الكبيرة المكيفة التي نصبت بساحة المشور والتي استغرق بناؤها حوالي عشرة أيام ،ولم يتمم أيضا المشاريع التنموية الأخرى كوضع الحجر الأساس للمستشفى الجامعي بالعيون بالرغم أنه كان مبرمجا في الزيارة ،ثم مشروع الطاقة الريحية بإقليم طرفاية ،ثم مشروع الضحى السكني ،،،وكذلك لم يدشن مشروعي المكتبة الوسائطية والمحطة الطرقية الذين كانا جاهزين لذلك . هذه الجولة الملكية ستطرح العديد من التساؤلات والإستفسارات مثل ما دور النخب السياسية المحلية بالمنطقة ، ثم من المسؤول الفعلي عن تدبير الشأن المحلي، ثم ملفات الريع الإقتصادي والسياسي ،ناهيك عن إشكالية الإصطفاف وراء لوبيات قوية ترعى الفساد في واضحة النهار بثوب ناصع البياض . وختاما نقول أن أي حل لمشكلة أونزاع لابد من تنظيف وتطهير وتنقية الفضاء والمحيط حتى تكون الأرضية سانحة لأي منتوج جديد تباركه الزيارة الملكية و الرعاية السامية .