الاكتضاض يعرقل التنمية

ازمورانفو24- عبدالواحد سعادي
إذا عجزت الحكومة المغربية برئاسة عبدالإله بن كيران عن محاربة الفساد الأكبر بالبر والبحر تحت يافطة التماسيح والعفاريت ، فلماذا لا تنزل اسفل سافلين لتحارب الفساد المستشري بين المواطنين العاديين في الأزقة والشوارع ومحطات الوقوف على سبيل المثال لا الحصر ؟
ظاهرة التشرميل التي طفحت إلى السطح في عهد حكومة كان زمامها في الماضي يحرض على العنف ، لولى المبادرة الملكية السامية الشجاعة في مواجهة آثارها وسلبياتها لفسدت الأرض وون عليها .
اليوم بالضبط تتجند السلطات المحلية والإقليمية والأمنية في مدينة مراكش بتعليمات صارمة من والي المدينة لتطويق ظاهرة الفساد المنتشرة في محطات وقوف السيارات والعربات بساحة جامع الفناء العالمية ، ولسان حال زوارها السياح أضحى ينادي بمقاطعة زيارة مراكش جملة وتفصيلا ، نظرا لسطوة وتسلط وهيمنة حراسها الذين بسطوا نفوذهم الشاد والمعارض للقوانين الجاري بها العمل بالمملكة ، وقس على ذلك جميع محطات الوقوف بالمغرب أصبحت تحت قبضة حراس مشرملين منحرفين ومنحلين خلقيا ومزيفين يمارسون عدوانيتهم على سائر المواطنين ويسرقون جيوبهم بالقوة في واضحة النهار بدون حسيب ولا رقيب ورئيس الحكومة يتنابز مع نسوة الأمة تحت قبة البرلمان ويدعي أنه منقذ البلاد من الفساد .
لقد شددت القوانين المغربية سواء العامة أو الخاصة بالتدبير الجماعي والترابي على احترام المواطنين ومراعاة ظروفهم المعيشية وإنصاف جيوبهم من الانتهازيين والمبتزين والمفسدين بصفة عامة ، فهل وقفت الحكومة وقفة تأمل مع نفسها لتطبيق القانون على أرضية الواقع ليلاحظ المواطن في كل مكان بالمملكة أن الحكومة قريبة من همومه اليومية ومشاكله الواقعية على الميدان ؟ كفانا سياسوية ودوغمائية وديماغوجية تحتقر ذكاء وعقل هذا الشعب الأبي ؟ كفانا علوا واستعلاء وطلعات من فوق وكلام من برج رئيس الحكومة العالي ؟ انزلوا إلى الأرض ، اهبطوا عند الشعب تواضعا واسمعوا وتتبعوا معاناته عن قرب ، ولا تكذبون عنه وتمارسون عليه الأساليب السياسوية التي لا تجدي نفعا ولا تأتي بنتيجة !؟
لم نسمع يوما أن رئيس الحكومة تفقد مركزا أو سوقا للبيع بالمغرب كله كي يرى ويسمع لما يكابده المواطنون المستهلكون من زيادات مهولة في الأسعار ومضاربات عارمة تستنزف جيوب المواطنين صباح مساء والحكومة قابعة في برجها العالي تتحدث لنا عن إنجازاتها العظمى !!
انزلوا إلى الشعب كما يفعل الملك وعانقوا الأيتام والمعاقين واسمعوا للمعوزين والمحتاجين ، فجلالة الملك يلقنكم الدروس والمواعظ كي تسيرون على نهجه وتتعظوا بمواقفه وحبه لشعبه ، ولكنكم لا تسمعون وإذا سمعتهم لجلالته في حضرته فعندما تخرجون من عنده سرعان ماتنسون لتنشغلو بالتناطح والشتيمة والسباب والمشاجرة العقيمة فيما بينكم بعضا ببعض .
عجيب أمركم أيتها الحكومة الظاهرة الصوتية فكلامكم كثير وفعلكم قليل ، وكأنكم لستم على الأرض وتعيشون في كوكب آخر خارج هذه الكرة التي تتقاذفنا بها ألسنتكم الطويلة الفضفاضة ، الشعب يريد منكم سيادة الحكومة محاربة الحراس الوهميين المتسلطين بمواقف السيارات ، الشعب يريد منكم مناقشة ثمن البلوط ومطيشة وجلبانة والزيت وتسعيرة النقل في العطل الأسبوعية والدينية ؛ الشعب يريد منكم حماية جيبه من اللصوص ، الشعب يريد منكم مراقبة حاله وهو يشتري كيلو دقيق بثمن وتسعيرة زائدة ، لا تحدثني في أشياء أخرى أو تلهيني في شأن كأس إفريقيا والكاف وغيرها فالشعب تخذر أكثر ما يحتمل ، انزلوا إلى الأرض بارك الله فيكم ، تفقدوا أحوال الناس عن قرب في الشوارع والأسواق العامة حتى يعلم المفسدون أنكم حاضرون وأنكم بالقرب من الشعب تحمونه وتنصفونه ، أما أن تخاطبوه من أعلى عبر الهواء فلن يجني من ورائكم غير البرد – شد في البرد – .
شاركها !